ad a b
ad ad ad

أبرزها البراجماتية والمصالح المشتركة.. أسباب الدعم الإيراني لحركة طالبان الأفغانية

الأربعاء 02/يونيو/2021 - 04:17 م
المرجع
إسلام محمد
طباعة
يعد الدعم الإيراني لحركة طالبان ظاهرة تدل على مدى البراجماتية التي تميز نظام الملالي، إذ أن التناقض بين الطرفين كان قد وصل سابقاً إلى حافة الحرب حينما كانت الحركة السنية تسيطر على مقاليد الحكم في كابول في نهاية التسعينيات، كما أن الدعم والتنسيق بين النظام الشيعي المتشدد في طهران وحركة مثل طالبان، وتجاهل الجوانب الأيديولوجية يدفعنا مباشرة للبحث عن المصالح المتبادلة بين الجانبين باعتبارها المفسر الوحيد لهذا السلوك. فطهران تعد موردًا مهمًا للسلاح إلى الحركة الأفغانية.

أبرزها البراجماتية
خطة إيران لمواجهة أمريكا

وقد صادرت قوات الأمن الأفغانية مؤخرًا أسلحة إيرانية كانت بحوزة عناصر طالبان ما يعزز الأدلة على أن دعم طهران لطالبان يأتي ضمن خطة تهدف إلى مجابهة القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو). 

لكن من المرجح أن الدور الإيراني في دعم «طالبان» يمر بمرحلة انتقالية، فهي تدعمها لمحاربة الولايات المتحدة، لكنها لا تريد عودتها إلى السلطة بل تستخدمها كورقة ضغط في المفاوضات مع الأمريكيين لرفع العقوبات الاقتصادية عنها.

 والمثير أن طهران تعتبر حركة «طالبان» جماعة إرهابية وتدين رسميًّا أعمال العنف في أفغانستان، وقد أعادت وزارة الخارجية الإيرانية التذكير في أواخر العام الماضي بأن «طالبان» قتلت دبلوماسيين إيرانيين في العام 1998، وأن طهران لم تنس ذلك الحادث، غير أنها لا تعتزم الانتقام منها.


أبرزها البراجماتية
دعم الفوضى في افغانستان

عمليًّا تدعم طهران الفوضى في أفغانستان أيًا كان مصدرها، رغم أنها تحاول تمهيد الطريق لإعطاء حيز للمقاتلين الأفغان الشيعة الذين شاركوا في حرب سورية لصالح النظام بدعم وتجنيد إيراني، وهم المعروفون بـ«فاطميون»، وقد نصح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الحكومة الأفغانية بأن تستعين بهؤلاء في مواجهة تنظيم «داعش» كونهم من المدربين في الحرب، وهم قوة منظمة معترف بوجود خمسة آلاف مقاتل منهم. 

كما أن طهران لها صلات وثيقة بالحكومة الأفغانية الرسمية وتدعم أحزابًا وأطرافًا سياسية معروفة، أي أن إيران تحاول اللعب على كل الأطراف في أفغانستان من أجل أن تصبح لها سيطرة وتحكم باللعبة السياسية في كابول في فترة ما بعد رحيل القوات الأمريكية. 

جدير بالذكر أن المفاوضات بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية أسفرت في النهاية عن اعتزام واشنطن سحب قواتها من أفغانستان بالكامل بحلول الحادي عشر من سبتمبر المقبل، وقد بدأ الانسحاب فعليًّا بالتدريج.

 وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني اعترف رسميًّا، أواخر العام 2018، بعلاقات طهران مع «طالبان»، وكأنه يحذر الغرب من وجود صلة بين بلاده والحركة التي كانت تقاتلهم في أفغانستان. 

وكان ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان أكد، في تصريحات سابقة له، أن إيران هي البيت الثاني للأفغان، وتشهد أفغانستان معارك ضارية بين الحركة والحكومة، وقد ذكرت وزارة الدفاع الأفغانية، في بيان لها السبت مقتل 210 عناصر من للحركة إثر عمليات أمنية للجيش، وأنه أصيب في العمليات أيضًا 95 شخصًا من طالبان، وأن تلك العمليات نفذت في ولايات ننغرهار ولغمان وخوست وغزني ولوغار وزابل وسار إي بول وغور وفارياب وبلخ وجوزجان وهلمند وبغلان وبادغيس وقندوز.
"