ad a b
ad ad ad

مخلفات الحرب الطويلة.. قراءة في تداعيات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان «المجاهدين» نموذجًا

الخميس 03/يونيو/2021 - 11:58 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

ما بين الانسحاب الأمريكي والتوتر في منطقة إقليم أفغاستان والمناطق المحيطة بها، تبقى منطقة كشمير إحدى البؤر الملتهبة، على خط السلام المستدام الذي تسعى له التدخلات الدولية.


وتستعد القوات الأمريكية للانسحاب من الأراضي الأفغانية بحلول سبتمبر المقبل، في ذكرى أحداث 11 سبتمبر لتنهي أطول حرب في المنطقة، وسط تخوفات من عدم إمكانية تحقيق السلام بسبب العلاقة بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة.


مخلفات الحرب الطويلة..

التركيبة الأفغانية الكشميرية


وترتبط الأوضاع في أفغانستان بعلاقات قديمة مع كشمير، وقد حكم الأفغان كشمير بين أعوام 1752م و1819م. في تلك الحقبة وسع الحكام الأفغان رقعة تجارة الشالات الكشميرية وسوّقوا لها في الأسواق العالمية، وبرز بين الحكام الأفغانيين بكشمير جوان شير خان؛ الذي بنى قصر شير كري (والذي ما زال تحت استخدام قادة كشمير -الداخلة تحت نفوذ الهند) وجسر (أميران كدل) وبعض المنشآت الأخرى، كما يعيش آلاف الأفغان والبشتون في كشمير الهندية وكشمير الباكستانية.


وداخل أفغانستان، كان هناك مهاجرون كشميريون قدموا من كشمير، والآن عندهم جنسية أفغانية، وأسس هؤلاء الكشميريون مجتمعاتهم بأفغانستان وشغلوا مناصب حكومية عليا في السابق.


وفي ظل هذا التداخل، فإن الأوضاع المتوترة في إقليم كشمير، قد تلقي بظلالها على عملية السلام المنتظرة في أفغانستان، خاصة في وجود تهديدات الجماعات المسلحة وبينها «حزب المجاهدين».


مخلفات الحرب الطويلة..

لصالح باكستان


ويعد حزب المجاهدين من أكبر الجماعات الإرهابية في كشمير، والتي تقاتل من أجل فصل الإقليم لصالح حكومة باكستان، معتبرة الهند من الدول الكافرة - وفقًا لمعتقداتهم- وتأسس التنظيم بين عامي 1989 و1990، على يد محمد إحسان دار؛ لتكون يدًا عسكرية للجماعة الإسلامية في باكستان.


وتشترك الحركة، في أهدافها مع حركة طالبان التي تستهدف أيضًا مهاجمة المصالح الأمريكية والغربية، كما تدير الحركة معسكرات تدريب في شرق أفغانستان.


ومع الانسحاب الأمريكي، تتسع مجالات الحركة، التي عانت من خسائر في صفوفها من جراء القصف الصاروخي الأمريكي على معسكرات التدريب التابعة لأسامة بن لادن بمدينة خوست في أغسطس1998، الأمر الذي جعل زعيم الحركة يصدر الفتوى السالفة الذكر للانتقام من الولايات المتحدة الأمريكية.


مخلفات الحرب الطويلة..

الحزب المتورط


ووفقًا لمعهد دراسات السلام والصراع، تورط الحزب في عمليات متعددة ضد التمركزات العسكرية الهندية، وشكل أداة لزعزعة استقرارها، عبر كونه مجرد ذراع مسلح لجماعة بأغراض سياسية انفصالية، فضلًا عن تعاونه مع المجموعات الإرهابية ذات التوجه لتحقيق الغرض نفسه، ومن ثم وضعته الهند والولايات المتحدة الأمريكية على لائحة الإرهاب.


وتأسس حزب المجاهدين في سبتمبر 1989 على يد محمد أحسن دار، وهي جماعة انفصالية كشميرية، وتُعد أكبر جماعة مسلحة من سكان كشمير، فيما وضعته المتحدة الأمريكية ضمن قوائم الإرهاب العالمية في 2017.


واعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية، حزب المجاهدين، منظمة إرهابية وجماعة إرهابية عالمية، وذلك بعد 50 يومًا من إدراج رئيس الحزب سيد صلاح الدين في قوائم الإرهابيين العالميين، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن ذلك لما يمثله من خطر على المواطنين الأمريكيين والمجتمع الدولي.


وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، في بيان، على موقعها الإلكتروني إنها أدرجت الجماعة التي تتخذ من باكستان مقرًا لها جماعة إرهابية وجمدت أي أصول قد تمتلكها في الولايات المتحدة وتحظر على الأمريكيين التعامل معها.


وقالت الوزارة: «الغرض من هذه العقوبات هو حرمان جماعة حزب المجاهدين من الموارد التي تحتاجها لتنفيذ هجمات إرهابية».


وتطالب كل من الهند وباكستان بالسيادة على كشمير بأكملها، وتنفي باكستان تقديم دعم مادي للانفصاليين الكشميريين لكنها تعهدت بمواصلة الدعم المعنوي والدبلوماسي لهم.


 وتنحي الهند باللوم على باكستان في تأجيج التمرد المستمر منذ 28 عامًا في كشمير التي تقطنها أغلبية مسلمة وصعدت الضغط عليها.


"