تيك توك.. بوابة عودة «داعش» إلى الظهور من جديد
الخميس 22/أبريل/2021 - 03:28 م
أحمد عادل
يحاول تنظيم داعش الإرهابي العودة من جديد؛ بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها التنظيم في سوريا والعراق وليبيا، لتجنيد عناصر جديدة، وذلك باستغلال أحد أهم برامج السوشيال ميديا «تيك توك».
دعاية معقدة
وذكر تقرير نشره مركز بيجن- السادات للدراسات الاستراتيجية، الإثنين 19 أبريل 2021، أن تنظيم «داعش» يمتلك شبكة دعائية معقدة ومحترفة، استطاعت بث آلاف الفيديوهات والأناشيد والملصقات الدعائية والمقالات في المجلات والدوريات، بخلاف الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمدونات، والمنتديات، بل وألعاب الفيديو، وغيرها، ويتم نشر كل ذلك بعدة لغات، لاستهداف جماهير مختلفة، وهدفه من وراء كل ذلك، هو نشر التعريف بالتنظيم، وبما يقوم به، لتشجيع الناس على الانضمام إليه، مطالبًا المسلمين في شتى بقاع الأرض بتغيير النظام القائم وإقامة دولة الخلافة.
وقال التقرير إنه رغم أن «داعش» خسر الأراضي التي كان يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق، وتم مقتل زعيمه «أبوبكر البغدادي» عام 2019، وتعرض لمشكلات منذ ذلك، بخلاف جائحة كورونا التي ظهرت قبل نحو عام، لكن التنظيم حافظ على قدرته على إنتاج ونشر رسائله عبر منصات إعلامية عديدة.
وأشار التقرير إلى أن داعش حافظ على بث رؤيته وأفكاره عبر تلك المنصات الإعلامية، خلال جائحة كورونا، مستغلًا أحدث التطبيقات الإعلامية، وتعمل شبكته الدعائية باستمرار عبر نشر المقاطع الحية، للتأكيد على أن التنظيم ما زال موجودًا على الإنترنت.
تقنية في خدمة الإرهاب
واعتبر التقرير أن «داعش» يستخدم الفرص التي يوفرها عصر المعلومات أكثر من أي جماعة إرهابية أخرى في العالم، كما أنه يستخدم أحدث التقنيات لتحقيق أهدافه، ويعمل التنظيم بنجاح عبر الفضاء الإلكتروني، لتعظيم قدراته على نشر رسائله بين الجماهير في العديد من الدول الإسلامية وفي الغرب، وبينما تعد اللغة العربية هي الأغلب على رسائله وإصدارته الدعائية، لكنها تصدر أيضًا بلغات أخرى؛ كالإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية، والصينية، وغيرها من اللغات.
كما تنتشر رسائله من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي؛ مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب وتليجرام، كما يؤكد أن من ينخرطون في أنشطته الدعائية يعدون من «المجاهدين المقاتلين» لأن العمل على التوسع في تبني أفكاره، لا يقل أهمية عن الجهاد بساحة المعارك.
وقال التقرير إنه منذ أواخر 2019، وأوائل 2020، استغل التنظيم تطبيق «تيك توك» الذي يوفر فرصة لنشر المحتوى الجديد بين العديد من المشاهدين، ويلقى رواجًا بشكل ملحوظ بين الشباب، أهم الفئات التي يستهدفها التنظيم، ويعتبرهم الجيل القادم له، ولذا يلجأ «داعش» وأنصاره إلى الترويج لمقاطع الفيديو التي تحث على الجهاد من خلال «تيك توك».
وأكد التقرير أن رسائل «داعش» الدعائية عبر تيك توك، يمكن أن تؤثر على عقول الشباب وتدفعهم للانضمام للتنظيم، رغم أنها قصيرة وموجزة، فقد تم إعداد تلك الفيديوهات بدقة، وتتماشى مع عادات المشاهدة لدى الشباب، وصممت بعناية لتجذب انتباههم من خلال الإيقاع الموسيقي والغناء وتوظيف الأيقونات، بخلاف أنها رسائل قصيرة ومتحركة، من السهل أن تحفظها الذاكرة، ليكون تطبيق تيك توك هو أحدث مثال على استغلال داعش للتقدم التكنولوجي.
وفي فبراير 2021، حذر مركز غير حكومي عراقي، مختص بالأمور التقنية وتكنولوجيا المعلومات، من انتشار حسابات ومقاطع فيديو تعود لتنظيم داعش، حيث تروج للكراهية والعنف وتبرز قيادات الإرهاب عبر منصة "تيك توك".
وذكر مرصد الإعلام الرقمي، في بيان رسمي: «أن الفريق رصد مئات الحسابات على تطبيق تيك توك والتي تم إنشاؤها في الفترة القليلة الماضية، دون أن يكون هناك أي موقف مسؤول من قبل مسؤولي هذه المنصة للحد من انتشارها».
وأوضح المركز؛ «أن بعضًا من هذه الحسابات تضع إعلام تنظيم داعش بشكل واضح وصريح، ولم يتم حذفها فورًا من جانب فرقها البشرية التي تفشل أو تتأخر في التعامل مع هكذا حسابات تدعم علانية الإرهاب».
الاستخدام السيئ
وكان المرصد حذر في نوفمبر2021، من تهديد لأمن العديد من ثكنات الجيش العراقي بسبب «الاستخدام السيئ» لبعض التطبيقات لا سيما تطبيق "تيك توك".
وأوضح المرصد أن الجماعات الإرهابية قد تستغل تلك المقاطع المصورة في تنظيم هجمات ضد القوات العسكرية العراقية، ما سيؤدي إلى «إراقة الدم وخسارة الأرواح».





