بدء فعاليات ندوة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس.. «حقوق الإنسان.. سلاح الإسلاميين للتلاعب بالديمقراطية»
السبت 20/فبراير/2021 - 12:23 م
بدأت منذ قليل، فعاليات ندوة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس «سيمو» برئاسة الدكتور عبدالرحيم علي، والتى ينظمها المركز تحت عنوان «حقوق الإنسان.. سلاح الإسلاميين للتلاعب بالديمقراطية».
وتأتي الندوة بعد استغلال جديد لملف حقوق الإنسان من قبل الإسلامويين وصولًا لتحقيق أهدافهم السياسية، ومن خلال أن شجرة حقوق الإنسان تخفي وراءها غابة من الحقوق الحقيقية، ما يتطابق مع مقولة الشاعر الفرنسي جان كوكتو: «الأعمى هو الذي لا يريد أن يرى»، وذلك لأن مفهوم حقوق الإنسان، وفقًا لليسار الأوروبي الجديد، هو فكر مبتور وغير مكتمل، لأن مبادئه الجميلة تقتصر على الحقوق المتعلقة بالحريات، التي هي مقدسة بكل تأكيد، كحرية التعبير، لكنه في نفس الوقت يتجاهل، بشكل واضح، حقوق الإنسان في حياة سعيدة، وتعليم بجودة عالية، ورعاية صحية مضمونة؛ باختصار هو مفهوم يعني سلامًا وهدوءًا لا يمكن لحرية التعبير أن تحل محله.
ولا شك أن حرية التعبير والحريات الأخرى الناتجة عن العملية الديمقراطية الغربية الطويلة باتت بكل تأكيد ضرورية، ولكن في مواجهة تحديات الإرهاب والإفلاس الاقتصادي أصبحت حياة الإنسان وسلامته على رأس الأولويات، وذلك حسب تعبير الكاتب الصحفي الفرنسي الكبير «جان لاكوتور»: «إن عظمة السياسة تقاس بمدى تلبيتها لما هو عاجل وفوري، وإن النظر إلى الشرق الأوسط اليوم فقط كموقع بناء جاهز لتبني حقوق الإنسان هو بمثابة عمى سياسي بعيد كل البعد عن هموم وانشغالات رجل الشارع في الشرق بعد أن سحقته الحروب الأهلية تارة، ثم فظائع "داعش" ومن على شاكلته تارة أخرى، لذا لا يتطلع الشارع العربي إلا للاستقرار بل ويحلم فقط بالقدرة على استعادة الكرامة التي فقدها منذ زمن طويل».
ويبدو أن الخطاب الذي ينتمي إلى مفهوم «اليوتوبيا» لحقوق الإنسان في أوروبا يتم التلاعب به من قبل اللوبي الإسلامي الموالي لتركيا وبالفعل وجد الإخوان في تركيا وقطر في مسألة حقوق الإنسان «حصان طروادة» ليحققوا مكاسب في الغرب يحاولون بها رفع شأن الإسلاموية بشكل مختلف.
وتعد الندوة فرصة للكشف عن تلك الحيلة من جهة، وللتأكيد من جهة أخرى على الواقعين السياسي والاقتصادي القاسيين للحياة اليومية في الشرق الأوسط، ومن خلال أن حقوق الإنسان مهمة بشكل لا يمكن إنكاره ولكن هل يمكنها في السياقات المختلفة التي نعرفها، أن تقدم طوق النجاة في عالم يغرق بأكمله؟
تبدأ الندوة بترحيب بالضيوف، ثم يقدم الدكتور أحمد يوسف المدير التنفيذي لمركز CEMO، المتحدثين وهم: السيناتور فاليري بوييه، بكلمتها تحت عنوان «تركيا، مرض أوروبا»، والدكتور عبدالرحيم علي رئيس مجلس ادارة CEMO، ويتحدث عن «حقوق الإنسان.. قراءة من الجانب الآخر»، وإيف تريار، رئيس تحرير Le Figaro، فى كلمته تحت عنوان «القانون الفرنسي في مواجهة الإسلاموية»، ثم يتحدث رولان لومباردي، عالم جيوسياسي ومدرس في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة إيكس مرسيليا، بكلمة تحت عنوان «حقوق الإنسان والسياسة الخارجية الواقعية.. هل هما مفهومان متوافقان ؟»، ويتحدث جيل ميهاليس رئيس موقع كوزور، ويتم بعد ذلك فتح باب الحوار للأسئلة والأجوبة.
لمتابعة البث المباشر للندوة اضغط هنا





