في ذكرى تفجيرات سيريلانكا.. متظاهرون يطالبون السلطات بتحقيق العدالة والثأر للضحايا
السبت 13/فبراير/2021 - 01:48 م
آية عز
نظم عدد من السياسيين والدينيين التاميل في سيريلانكا، أكثر من تظاهرة خلال الأسبوعين الماضي والحالي بمشاركة عدد من الزعماء المسلمين، وطالبوا في تلك التظاهرات السلطات بتحقيق العدالة للذين قتلوا واختفوا عقب التفجيرات الإرهابية التي وقعت في البلاد عام 2019، والإفراج عن السجناء المعتقلين دون محاكمة بتهمة الإرهاب، وإلقاء القبض على المتورطين في الأعمال الإرهابية التي حدثت، وذلك بحسب ما جاء في وكالة «أسوشيتد برس».
إجراءات أمنية
وأعلنت سلطات سريلانكا يوم الخميس 4 فبراير 2021، انتهاء التحقيق في سلسلة التفجيرات الدموية التي هزت البلاد في عيد الفصح 2019 وأكدت أن الإجراءات تتخذ حاليًا لمعاقبة جميع المتورطين في هذه الهجمات، دون الكشف عن أسماء المتورطين أو أي تفاصيل تخص تلك الحوادث، بحسب الوكالة نفسها.
وذكرت السلطات تورط ما تُعرف بـ «جماعة التوحيد الوطنية»، وهي جماعة إسلاموية محلية متطرفة، كانت وراء التفجيرات الدموية التي وقعت يوم عيد الفصح وأسفرت عن مقتل نحو 300 شخص حينها.
سلسلة هجمات
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، شهدت سريلانكا في 21 أبريل 2019 سلسلة من الهجمات الإرهابية بدأت بانفجارات متزامنة في تمام الساعة 8:45 صباحًا في كل من( فندق شانجريلا، وكنيسة القديس أنتوني، وكنيسة القديس سيباستيان الكاثوليكية، وفندق سينامون جراند، والكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وفندق كينجز بري).
ولم تمضِ سوى بضع ساعات حتى وقع انفجار آخر في الساعة 1:45 ظهرًا في فندق نيوتروبيكال بالقرب من حديقة الحيوانات الوطنية، كما تم تفجير منزل في العاصمة كولومبو خلال مداهمة رجال الشرطة له، وتركزت كل هذه الهجمات في كولومبو عاصمة البلاد، ونيجومبو التي تقع غرب سريلانكا، وباتيكالوا في شرق سريلانكا، وأسفرت كل هذه الهجمات عن مقتل ما يزيد على 300 شخص، وإصابة ما يزيد على 500 آخرين بينهم أجانب من دول مختلفة، وهو ما دفع وسائل الإعلام حينها إلى إطلاق اسم «أحداث 11 سبتمبر السريلانكية».
وحينها خرجت الدولة وقالت إن جماعة التوحيد التي بايعت «داعش» هي التي قامت بتلك التفجيرات، بحسب بيان الشرطة السريلانكية.
من هي؟
بحسب موقع «ديلي اف تي» السريلانكي، أن جماعة التوحيد هي جماعة إسلامية متشددة تعمل في سريلانكا، وعرفت بتصريحاتها المسيئة ضد غير المسلمين خاصة من البوذيين.
في عام 2013، انتشر فيديو، لشخص يدعى «عبد الرازق»، المتحدث باسم الجماعة، أدلى خلاله بتصريحات مسيئة عن المعتقدات البوذية، وهو ما أغضب أصحاب تلك الديانة حينها.
كما انتشر مقطع فيديو آخر في 2016، هاجم من خلاله رهبان البوذية، مما أدى إلى تقديم شكوى ضده إلى السلطات التي ألقت القبض عليه، وذلك بحسب ما أكدته صحيفة «ديلي نيوز» الأمريكية.
وترى جماعة التوحيد الوطنية، أنهم يطبقون الشريعة الإسلامية في حياتهم، إذ خرج الكثيرون منهم عام 2016 للتظاهر في مدينة ماليجواتا ومارادانا، ضد تغيير الحد الأدنى لسن زواج الفتيات والمقرر بـ 12 عامًا.
وسيطرت الجماعة الإرهابية على المساجد ودور العبادة ، كما تلقت التمويلات تحت ستار العمل الخيري بزعم الدفاع عن حقوق المسلمين.
وفي عام 2018، ارتبطت جماعة التوحيد الوطنية بتخريب التماثيل البوذية في سلسلة ثانية من أعمال تخريبية وعنف ضد البوذيين.
علاقتها بداعش والإخوان
وبحسب صحيفة « واشنطن بوست»، فأن جماعة التوحيد تعاونت مع تنظيم داعش منذ عام 2015، ففي ديسمبر من العام نفسه، كان 45 سريلانكيًّا من 9 عائلات مختلفة قد تسللوا إلى سوريا عبر الحدود التركية لينضموا إلى داعش، والتي ساهمت وساعدتهم في ذلك جماعة التوحيد.
وفي نوفمبر 2016 انضم 32 شخصًا مسلمًا من سريلانكا لداعش في سوريا، وعام 2017 حاول 45 شخصًا العودة للبلاد بعد الخسائر التي تعرض لها التنظيم في سوريا والعراق خلال عام 2017.
وفي عام 2019 ظهرت صور متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبالتحديد عقب « مجزرة الفصح» تجمع القرضاوي مع أحد مؤسسي جماعة التوحيد المدعو سلمان الندوي، ما يكشف عن مدى تأثر تلك الجماعة بفكر تنظيم الإخوان.
وفي السياق ذاته كشفت التفجيرات في سريلانكا العلاقة بين القرضاوي والندوي، حيث وثقت له الكثير من التصريحات الصحفية الداعمة لمواقف القرضاوي.
إذ وصف الندوي، يوسف القرضاوي، بـ «إمام المسلمين بلا منازع»، وفق ما نشر بعض النشطاء عبر تويتر، مستندين إلى صور تجمع الندوي بالقرضاوي.





