ad a b
ad ad ad

حصاد 2020.. انتكاسات متتالية ومستقبل غامض ينتظر «القاعدة» العجوز

السبت 02/يناير/2021 - 04:31 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

لم يكن عام 2020، جيدًا على تنظيم «القاعدة» العجوز، إذ تأثر بفقدانه العديد من قياداته الرئيسية، بسبب الضربات الأمنية المتلاحقة والموجعة هذا العام، والتي أفضت إلى استنزاف قدراته وسط عودة الصراعات الداخلية على الزعامة.


بات عام 2020، كابوسًا على «القاعدة» بسبب تصفية عدد كبير من قياداته أو الحديث عن وفاة البعض منهم، وكان أبرزها الحديث مؤخرًا عن وفاة زعيم التنظيم أيمن الظواهري، والتي لم تتأكد بعد؛ إضافة إلى حالة الركود التي يعيشها التنظيم الإرهابي هذا العام على خلاف الأعوام الماضية.


حصاد 2020.. انتكاسات

تصفية قيادات


أبرز قيادات التنظيم المقتولة فى 2020 هو المدعو «قاسم الريمي» الملقب بـ«أبي الحميراء الصنعاني»، قائد التنظيم في شبه الجزيرة العربية، إذ قتل في عملية خاصة باليمن في 6 فبراير 2020، وأعلنت «القاعدة» بعد ذلك تعيين «خالد بطرفي» خلفًا له في المنصب.


وفي منتصف 2020، وتحديدًا شهر يونيو، تمكنت قوات الجيش الفرنسي في الساحل الأفريقي المعروفة بقوات «برخان» من قتل أمير التنظيم في بلاد المغرب المدعو «عبدالمالك دروكدال»، الذي أسس عدة تنظيمات إرهابية في الجزائر بداية من «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» إلى «القاعدة في بلاد المغرب»، وعدد من أقرب معاونيه، خلال عملية في شمال مالي، بدعم من شركاء محليين، كما تمكنت من قتل المدعو توفيق الشايب، المسؤول عن الدعاية للتنظيم.


وبعد مرور 5 أشهر على مقتل «دروكدال» أعلن التنظيم في نوفمبر 2020، تعيين الجزائري المدعو «مبارك يزيد» والذي يدعى «أبوعبيدة يوسف العنابي» خلفًا له.



لم تتوقف تصفية القيادات القاعدية عن ذلك، بل تمكنت السلطات الأفغانية في أكتوبر 2020، من تصفية المدعو «أبومحسن المصري»، القيادي البارز في «القاعدة»، المعروف أيضًا باسم «حسام عبدالرؤوف»، المتهم في الولايات المتحدة بتزويد منظمة إرهابية أجنبية بالعتاد والموارد، فضلًا عن التخطيط لقتل مواطنين أمريكيين، وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي. 


إضافة إلى مقتل المدعو «با أغ موسى» في نوفمبر 2020، والذي يعد مسؤولًا عن هجمات عدة ضد القوات المالية والدولية، وكان يعد من القادة العسكريين الجهاديين الرئيسيين في «مالي» المكلف خصوصًا بتأهيل مجندين جدد؛ إذ أعلنت القوة الفرنسية في الساحل والصحراء الأفريقية، المعروفة بقوة «برخان»، تمكنها من تحديد قيادي عملياتي من الصف الأول مرتبط بتنظيم «القاعدة» ورد اسمه في السنوات الأخيرة في العديد من الهجمات في المنطقة.


وفي الأخير، أثيرت خلال الآونة الأخيرة أنباء عن وفاة الظواهري زعيم التنظيم وهو ما شكل أمرًا صادمًا بالنسبة لأتباع «القاعدة»، إذ أعلنت حسابات تابعة لعناصر قاعدية متطرفة، من بينهم تنظيم «حراس الدين» أحد أفرع التنظيم الإرهابي في سوريا وفاة "أيمن الظواهري"، مؤكدةً أن «حراس الدين» انقطعت الاتصالات بينه وبين «الظواهري» منذ فترة، مرجحة وفاته، مضيفة أن آخر تعليماته كانت تجنب المواجهة العسكرية المباشرة مع فصيل «هيئة تحرير الشام» في سوريا، مشيرةً إلى أن زعيم التنظيم الذي خلف "أسامة بن لادن" منذ عام 2011، قضى نتيجة إصابته بسرطان الكبد.


كريس ميلر رئيس المركز
كريس ميلر رئيس المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب

سيطرة معدومة


لم تعد القيادة المركزية لتنظيم «القاعدة» سوى نسخة هزيلة عما كانت عليه في الماضي، وإن كان اسم «القاعدة» لا يزال نشطا، فذلك بفضل الفروع التي تحمل اسمه والمجموعات التي بايعته، لكنه لا يسيطر على عمليات أو تحالفات هذه المجموعات التي تتبع نهجًا محليًّا وإقليميًّا خارجًا عن التنظيم.


وعن ردود الفعل العالمية بعد مقتل العديد من قيادات التنظيم، علق الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، على مقتل «قاسم الريمي» بالقول إن التنظيم في اليمن ارتكب أعمال عنف ضد المدنيين، وسعى لتنفيذ وإلهام أنصاره بتنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة وقواتها، مؤكدًا أن مقتله سيضعف التنظيم في جزيرة العرب، وشتى أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن هذه العملية تقرب الإدارة الأمريكية من القضاء على خطر تلك الجماعات التي تهدد الأمن القومي الأمريكي.


فيما أكد «كريس ميلر» رئيس المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب أن إبعاد «أبومحسن المصري» عن ساحة القتال يمثل انتكاسة كبيرة لتنظيم إرهابي يعاني باستمرار خسائر إستراتيجية، ساعدت فيها الولايات المتحدة وشركاؤها


كما يدل تعيين زعيم للتنظيم في بلاد المغرب، بعد مرور 5 أشهر على مقتل عبدالمالك دروكدال، على عجز التنظيم عن إيجاد خليفة له، ومؤشر على وجود صراعات داخله، رغم محاولاته إعادة إحياء نشاطه الإرهابي بالمنطقة مستفيدًا من صفقات إطلاق سراح الأسرى الأجانب من خلال العوائد المالية.


 للمزيد: «الظواهري» الضعيف.. هل تقضي وفاته المحتملة على البقية الباقية من «القاعدة»؟ 

"