العلاقات الروسية التركية... تقارب متوقف على سياسات بايدن من موسكو
في ظل التحفز الذي أبداه الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن ضد سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رجح متابعون أن تلجأ تركيا إلى روسيا كوسيلة للاحتماء من العداء الأمريكي المتوقع الذي أظهره بايدن في تصريحات مختلفة قال فيها إن أردوغان مستبد وجزء من المشكلة في سوريا.
سيناريو مغاير
وبالرغم من واقعية الطرح الذي يخص تحسن العلاقات بين روسيا وتركيا خلال رئاسة جو بايدن، فإن ذلك لا يمكن تخيله إذا ما قررت أمريكا تهدئة الجبهة مع روسيا ، ما يعني أن التقارب بين تركيا وروسيا الذي كان سيبرره العداء لأمريكا لم يعد قائمًا.
وفي هذا الشأن لم يجزم المحلل التركي يحيى بستان، بمستقبل معين ينتظر العلاقات التركية الروسية أو التركية الأمريكية، موضحًا في تصريحات إعلامية أن الأمر سيتوقف على الخط الذي ستختار إدارة بايدن في التعامل مع روسيا، فإذا قررت تصعيد المواجهات، فستحصل تركيا على فرصة بين الطرفين الروسي والأمريكي في المفاوضات، أما لو هدأت الجبهة فستكون تركيا في مأزق.
توسع النفوذ في سوريا وليبيا
باعتبار أن العداء بين روسيا وأمريكا تاريخي وعميق فيظل توقع الخلاف بينهما خلال إدارة بايدن الخيار الأقرب للواقعية، وعليه تكون العلاقات التركية الروسية على موعد مع تحسن.
وفي تصريحات له سابقة مع «المرجع»، قال الكاتب السياسي المصري، محمد فراج أبوالنور، إن المصالح التي جمعت تركيا وروسيا خلال السنتين الأخيرتين تسببت في عدم الصدام المباشر بينهما في سوريا، وهو ما عطل الجيش العربي السوري في اقتحام محافظة إدلب حتى اليوم، وتطهيرها من مرتزقة أردوغان.
ولفت إلى أن روسيا تتبنى سياسة داعمة للرئيس السوري في سوريا لكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تخسر الحليف التركي الذي يقف على الجهة الثانية في الأزمة السورية.
وإن كان هذا الكلام قائم في الوقت الذي كانت تجمع تركيا وأمريكا علاقات جيدة نسبيًّا في عهد دونالد ترامب، فيتوقع أن تزيد مساحات التفاهم وعدم الصدام بين روسيا وتركيا في عهد بايدن.
وبناء على ذلك فقد تهدف تركيا لإقناع روسيا بتوسعة نفوذ أنقرة في سوريا وليبيا كمعادة لأمريكا، وهو نفسه ما رأه المحلل التركي يحيى بستان.
وأمام هذا المعطى ستظهر التحديات الأوروبية أمام تركيا، إذ ترفض أوروبا وتحديدًا فرنسا وألمانيا توسع الحضور التركي على الضفة الجنوبية من البحر المتوسط (ليبيا) وهو ما يعني أن على روسيا أن تضع في حساباتها العلاقات مع القارة الأوروبية، إذا ما سمحت لتركيا بالتوسع في ليبيا.
وكانت تركيا قد تلقت عقوبات أوروبية منتصف ديسمبر الجاري على خلفية وجودها في ليبيا وبمنطقة شرق المتوسط.
ولم تكن العلاقات التركية الأمريكية على توافق تام خلال إدارة ترامب، إذ كانت أشبه بالشد والجذب. وتعتبر واقعة استيراد تركيا لمنظومة سلاح روسي مضاد للطائرات في مايو 2019، الحدث الأبرز الذي صعّد الخلاف بين تركيا وأمريكا، الأمر الذي دفع ترامب للتلويح بعقوبات اقتصادية على تركيا.
وبفعل التفاهمات والمفاوضات تجنبت تركيا خيار العقوبات الأمريكية لأكثر من عام، إلا أن واشنطن لجأت لتنفيذ تهديدها فقط ديسمبر الجاري.
للمزيد.. إدلب.. معركة النفس الأخير بين روسيا وتركيا





