حقوق الإنسان.. قيم لا تعرفها الدوحة
في الوقت الذي يحتفل العالم فيه باليوم العالمي لحقوق الإنسان، تُمارس قطر عادتها بانتهاك كل ما يتعلق بحقوق الإنسان، وفي ذلك لا تفرق بين أحد مهما كانت جنسيته أو لونه أو دينه، فالجميع في الدوحة تحت المقصلة ما دام غريبًا عن أهل قطر، بل وفي كثير من الأحيان يطول الظلم القطريين أنفسهم.
نظام فاشل
النظام السياسي الذي يحكم
الدوحة لا يتوانى عن استخدام كل السبل للتغطية على فشله في إدارة أزمات البلاد، وآخرها
تفشي فيروس كورونا المستجد، ما دفعه لأن يلجأ للأساليب غير القانونية في الهروب من
التزاماته الدولية؛ خاصة تجاه العمال الأجانب وحقوقهم المالية والإنسانية.
وكشف انتشار وباء فيروس
«كورونا» داخل قطر، العديد من الخسائر والانتهاكات التي أقدم عليها نظام الحمدين؛ لاسيما في تعاملهم مع العمال، وتعنتهم بمواصلة أعمالهم، ما يؤكد مواصلة الدوحة العمل للانتهاء
من التحضير لكأس العالم 2022 دون النظر إلى الخسائر التي قد تطول العمالة بسبب الاحتكاك
المباشر، والتجمعات المتواصلة، وتقديمهم قرابين لـ«كورونا»، بالرغم من التنبيهات المتكررة
من قبل منظمة الصحة العالمية على التقليل منها قدر الإمكان لوأد الوباء المتفشي عالميًّا.
أكلة الحقوق
وفي هذا الإطار كشف تقرير
لمنظمة Equidem الحقوقية، أن
شركات في قطر لم تدفع «مئات الملايين من الدولارات» من الرواتب والمزايا للعمال ذوي
الأجور المنخفضة، منذ تفشي فيروس كورونا المستجد، لتزيد من معاناتهم في واحدة من أغنى
الدول في العالم.
وقال تقرير لـ«Equidem»، المعنية بحقوق الإنسان، إنه تم فصل آلاف العمال دون سابق إنذار،
أو منحهم أجورًا مخفضة أو إجازة غير مدفوعة الأجر، أو حرمانهم من الراتب المستحق ومدفوعات
نهاية الخدمة، أو إجبارهم على تحمل تكاليف رحلات الطيران للعودة إلى دولهم.
وترقى النتائج التي توصل
إليها التقرير، إلى مستوى «سرقة الأجور» على نطاق غير مسبوق؛ ما جعل العمال معدمين
ويعانون نقصا في الغذاء، وغير قادرين على إرسال الأموال إلى عائلاتهم في أوطانهم أثناء
الوباء، وفق ما ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية.
وأشارت الصحيفة البريطانية
إلى بحث منفصل قام به «مركز موارد الأعمال وحقوق الإنسان»، وجد أنه في 87% من القضايا
المتعلقة بـ«الإساءة للعمال» التي أثرت على ما يقرب من 12 ألف عامل منذ عام 2016، كانت
تتعلق بالأجور غير المدفوعة أو المتأخرة.
ويعمل في قطر نحو 2 مليون
عامل أجنبي، معظمهم من جنوب آسيا، العديد منهم في مشاريع البناء المتعلقة بكأس العالم
2022.
أزمة العمالة في قطر
وكشفت منظمة العفو الدولية،
نهاية مارس 2020، عن إصابة المئات من العمال بفيروس «كورونا» المستجد، في المنطقة الصناعية
بالدوحة، حيث أكدت المنظمة أن الدوحة أغلقت أجزاء من المنطقة الصناعية، بعد تسجيل مئات
الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، مطالبة إياهم بعدم التمييز في الرعاية الصحية للمصابين
بكورونا.
وبينما يكافح العالم لاحتواء
انتشار فيروس كورونا، فإن العمال المهاجرين المحاصرين في مخيمات مثل تلك الموجودة في
قطر معرضون بشكل أكبر لتفشي الوباء بينهم، نظرًا لأن معسكرات العمل في قطر مزدحمة للغاية، وتفتقر إلى المياه الكافية والصرف الصحي.
وكانت الإمارة القطرية دفعت
سرًّا 400 مليون دولار أمريكي لممثلين في الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل 21 يومًا فقط
من إعلان فوزها باستضافة مونديال 2022، إضافة إلى توقيع مسؤولين تنفيذيين من قناة الجزيرة
القطرية عقدًا تلفزيونيًّا لشراء حقوق بث مباريات المونديال، هو الأضخم من بين العروض
التي قدمت للفيفا.





