الذئاب الرمادية.. حملة أوروبية لقطع ذراع أردوغان
تسببت موجة العنف الأخيرة التي ضربت عددًا من الدول الأوروبية الكبرى، في غضب مجتمعي وسياسي ضد الجمعيات التابعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة، لأسباب تتعلق في ضلوعها بأعمال عدائية أو لاستغلالها الاضطراب الناتج عن الاستهدافات الأخيرة لتأجيج الشارع، وإعادة تدوير العنف.
وتعد جماعة الذئاب الرمادية أبرز الجماعات التي تشكل ذراعًا نافذًا لأردوغان بأوروبا، وتعتمد على المنهجية القومية التركية المتشددة، وتأسست في الستينيات، وتمارس العنصرية والعنف ضد معارضي أردوغان بالخارج، كما أنها تتهم بقيادة صراعات (كردية-تركية) في دول أوروبا.
مطالبات بالحظر في هولندا
طالبت الأحزاب السياسية بهولندا بحظر الذئاب التركية، وصوت 147 عضوًا بالبرلمان، ما يمثل أغلبية لصالح الاقتراح المقدم في هذا الإطار من حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، وينتظر التصويت مرة أخرى لتقديم الطلب للحكومة من أجل الاعتماد.
وأكد حزب الشعب في نوفمبر 2020 بأن هذه الجماعة تسعى لدس الفتن والعنف والكراهية بين مواطني البلاد، فضلا عن عملها لصالح أجهزة مناوئة للسياسة الأوروبية.
مطالبات الحظر الألمانية
يضغط ساسة ألمانيا لحظر الجماعة وأنشطتها بالبلاد، إذ صوت البرلمان بأغلبية أعضائه لصالح دراسة الحظر التي قدمها الائتلاف الحاكم، والذي اتهم الذئاب الرمادية بالعنصرية، وتهديد الديمقراطية والسلم الداخلي للبلاد.
وتتوازى إجراءات البرلمان مع اتجاه الجيش الألماني للتحقيق في 4 حوادث متطرفة وقعت بين صفوفه تتعلق بالجماعة التركية المتشددة، التي لا تحترم الدستور أو القانون، وتتعامل وفق أجندة مصالح خاصة.
الحظر الفرنسي للذئاب
بدأت فرنسا السلسة الأوروبية المناهضة لتصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معلنة في مطلع نوفمبر 2020 حظر جماعة الذئاب الرمادية؛ لأنها تشكل خطرًا على أمن البلاد وسلامة المواطنين، ولأنها تتسبب في حوادث عنف عبر معاداة المعارضين للحكومة التركية الحالية، ما يهدد استقرار فرنسا.
وتسبب القرار الفرنسي في غضب تركي واسع أعلن على إثره أردوغان عدم موافقته لما جرى من إجراءات معادية للجماعة، وذلك يأتي في إطار الصراع السياسي المتواتر بين الحكومتين على خلفية ملفات سياسية وأيديولوجية كان آخرها الاتهام الفرنسي لتركيا بتأجيج غضب المسلمين ضد الرئيس إيمانويل ماكرون وقيادة حملة ضده وضد اقتصاد بلاده، على خلفية أزمة الرسوم المسيئة للنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم).
مخاوف النمسا من ذئاب تركيا
تتمثل أبرز المخاوف النمساوية من الجماعات الإسلاموية أو جماعة اليمين المتطرف كالذئاب الرمادية في كونهما مدعومان من تركيا التي لا يتوافق الساسة الحاليين للبلاد مع سياستها بالمنطقة، والتي يعتبروها تهديدًا للأمن الداخلي لقيادتها اضطرابات بين مواطني البلاد.
ففي يونيو 2020 اتهم وزير داخلية النمسا كارل نيهامر استخبارات أردوغان باستخدام مراكز الإخوان، وكذلك أعضاء الذئاب الرمادية في حرب شوارع ضد مظاهرة لمعارضي سياسات أردوغان؛ ما يعد خطرًا على أمنها القومي، وحينها رفضت أنقرة الاتهامات، ولكن النمسا لاتزال تصر على فرض عقوبات ضد النظام التركي من الاتحاد الأوروبي.
كما سبق واتخذت النمسا إجراءات لتقويض أذرع الجماعة ففي فبراير 2019 حظرت الرموز الخاصة بالجماعات المتطرفة، وأبرزهم الإخوان والذئاب الرمادية، ومنعت المواطنين من إشهار أعلامهم وشعاراتهم في الأماكن العامة؛ لعدم تعرض الشخص لغرامة تصل إلى عشرة آلاف يورو، ويضغط بعض الساسة لإعلان الجماعتين إرهابيتين بالبلاد؛ لتقويض الخطر التركي على المنظومة الديمقراطية لدول الاتحاد.
المزيد.. يعجز عن تصنيفها «إرهابية» شبكة الإخوان المالية تزعزع الأمن الأوروبي





