ad a b
ad ad ad

استهداف أمريكي لطائرة مدنية إيرانية.. حدث عابر أم مقصود؟

الإثنين 27/يوليو/2020 - 01:48 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

برزت أزمة جديدة بين الولايات المتحدة وبين إيران، لكنها تلك المرة فوق الأجواء السورية، وذلك على خلفية اعتراض مقاتلتين أمريكيتين، طائرة ركاب بالقرب من قاعدة «التنف» في سوريا، كانت في رحلة من طهران إلى بيروت مساء الخميس 23 يوليو الجاري.


ورغم أن الطائرة لم يحدث لها أي أضرار، وأكملت رحلتها متجهة إلى مطار بيروت، إلا أن مسؤولي النظام الإيراني استغلوا الأمر في إطلاق التهديدات لواشنطن، محذرين إياها من التعرض للطائرة الإيرانية فور عودتها إلى طهران، بل وقاموا برفع رسالة احتجاج إلى مجلس الأمن ضد ما وصفوها بالأعمال الاستفزازية ضدهم.


للمزيد: حرب المناوشات الصغيرة.. أمريكا وإيران بين محدودية الصراع وتصعيد العداء


تهديدات إيرانية

وفقًا لما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية «عباس موسوي» الجمعة 24 يوليو 2020، فإن ممثلة بلاده لدى الأمم المتحدة ستقدم رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيرس» ومجلس الأمن، ستتضمن تفاصيل الحادث، مبينًا أن بلاده ستتخذ كل الإجراءات القانونية اللازمة.


وأجرت طهران من خلال مسؤوليها عدة اتصالات دولية لتحذير الولايات المتحدة، وتحمليها المسؤولية الكاملة عن أي حادث يقع للطائرة التابعة لشركة «ماهان إير» للطيران، حال عودتها، وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».


وطلب «حسين أمير عبداللهيان» المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية في تغريدة له على موقع «تويتر» السبت 25 يوليو الجاري، واشنطن بانتظار العواقب الوخيمة المترتبة على أعمالها الاستفزازية ضد بلاده.


ومن جانبه أعلن «علي باقري» أمين لجنة حقوق الإنسان للسلطة القضائية الإيرانية، أن بلاده ستتابع عبر كل الطرق القانونية والقضائية حادث تعرض مقاتلتين أمريكيتين لطائرة ركاب إيرانية، مؤكدًا أن هذا الحادث يعد مثالاً بارزًا للقرصنة الجوية التي دأبت الولايات المتحدة على ارتكابها بالتعرض لرحلات الطائرات المدنية.


وأعلن الجيش الأمريكي في بيان له على موقع «تويتر» عقب الحادث، أن مقاتلة حربية من طراز «إف-15» رصدت طائرة ركاب مدنية إيرانية على بعد ألف متر في الأجواء المحيطة بقاعدة التنف في سوريا، وفور تعرف الجيش على هوية الطائرة ابتعدت الطائرات مباشرة عنها، مبينًا أن مهمة المقاتلات الأمريكية فوق الأجواء السورية تمت على مسافة آمنة ووفق المعايير الدولية.


ومع ذلك أعلن مسؤولو نظام الملالي أن هذا الحادث مقصود من قبل واشنطن التي أرادت إلحاق الضرر بالطائرة الإيرانية، وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي «محمد باقر قالبياف» في تغريدة له على «تويتر» في 25 يوليو 2020، أن الولايات المتحدة سعت لوقوع الحادث ضد طائرة الركاب الإيرانية لتحقيق أهدافها المبيتة، مبينًا أن مسؤولي شركة «ماهان إير» أعلنوا أن ادعاءات واشنطن حول تحركها في مسارات محددة ووفق المعايير الدولية كاذبة؛ لأن قبطان الطائرة الإيرانية تلقى إنذارًا من جهاز منع الصدام الجوي مرتين.


للمزيد: إيران تسلح أذرعها وأمريكا ترسل قواتها.. 3 سيناريوهات تحسم حرب الخليج


حادث عابر أم مقصود؟

يوضح «أسامة الهتيمي» الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن الحادث ليس عابرًا وإلا كان في إمكان واشنطن وفي إطار ردها على التصريحات والاتهامات الإيرانية أن تشير إلى ذلك، ولو من باب التخفيف من حدة التحفظات التي أبدتها العديد من الأطراف، فضلاً عن انتقادات إيران وحلفائها، ومن ثم فإن حادث الاعتراض مقصود من قبل الطرف الأمريكي، وفي هذا التوقيت بالذات.


ولفت «الهتيمي» في تصريح لـ«المرجع»، أن واشنطن أرادت من خلال هذا الحادث أن تبعث بعدة رسائل إلى النظام الإيراني، خاصة أن تحليق طائرة مدنية إيرانية فوق الأجواء السورية أو حتى فوق النتف التي تسيطر عليها الولايات المتحدة ليس الأول من نوعه، فأمريكا رغبت في التأكيد على أن كل ما يدور في الأجواء سواء فوق سوريا أو العراق أو لبنان يتم بعلمها، وأنها يمكن أن تتدخل في الوقت المناسب؛ ما يعني أن تحركات قادة الحرس الثوري ليست في مأمن عن الاستهداف الأمريكي.


وأكد الباحث المختص في الشأن الإيراني، أن رسالة الولايات المتحدة شديدة اللهجة تدفع بقادة الحرس الثوري إلى إعادة التفكير مرارًا قبل أي تحرك، الأمر الذي سيكون له تأثيره السلبي على الدعم الإيراني للحلفاء خارج حدودها، مشيرًا إلى أنه في المقابل فإن واشنطن تدرك جيدًا أن إيران ستحسن استغلال هذه الفرصة فتشن حملة دعائية ضد الولايات المتحدة، فيما يمكنها أن تتحرك قانونيًّا بتقديم شكاوى أمام الجهات الأممية والدولية المعنية بالطيران المدني، وهو أقصى ما يمكن أن تفعله إيران، إذ سيدفعها هذا الاعتراض إلى تحسس خطواتها المقبلة، وتفادي التصعيد العسكري أو الأمني.

"