ad a b
ad ad ad

مأساة الأحواز.. احتلال إيراني مستمر وقمع دائم وأخيرًا تعطيش وتصحر

الخميس 04/يونيو/2020 - 06:25 م
المرجع
اسلام محمد
طباعة

ما إن تهدأ الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الملالي القمعي حتى تشتعل من جديد، خاصة بعد تفاقم أزمة المياه في إقليم الأحواز العربي المحتل جنوب غرب إيران؛ والذي تطلق عليه السلطات مسمى «محافظة خوزستان».


جريم التغيير  الديموغرافي 


واتهم الأحواز النظام الايراني المحتل بشن حملة ممنهجة لتغيير التركيبة الديموغرافية للإقليم ذي الأغلبية العربية، عبر تجفيف الأنهار، ما أدى إلى عواقب بيئية وتداعيات خطيرة على صحة السكان مع تزايد معدل التصحر والتلوث في مناطقهم.


واشتعلت الاحتجاجات لعدة أيام متوالية بداية من السبت، عندما أغلق محتجون الطريق الواصل بين مدينة الأحواز، ومدينة معشور، ووثقت شبكات التواصل على الإنترنت هذه الاحتجاجات التي اندلعت في مناطق غنية جدًا بالنفط والمياه إذ تتركز معظم ثروات البلاد في هذا الإقليم، ومع ذلك يُحرم أهله من خيراته بل ويتم تلويث منطقتهم بشكل متعمد ضمن سياسة الإرهاب البيئي الممنهجة ضد السكان العرب.



مأساة الأحواز.. احتلال

احتلال وقمع وتعطيش


وأطلقت عناصر الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي باتجاه المحتجين الذي تجمعوا في حي غيزانية بمدينة الأحواز، احتجاجًا على نقص مياه الشرب.


وتمارس السلطات سياسة تمييز عرقي لإفراغ الأحواز من سكانها العرب والقضاء على تميزهم الثقافي عبر تهجيرهم من أراضيهم وتفريق شملهم في المحافظات الأخرى، وتمنعهم من استخدام اللغة العربية وارتداء ملابسهم التقليدية، وتفرض عليهم قيودًا كثيرة لإفقارهم وتجهيل أبنائهم، ما أسهم في رفع نسبة الأمية والبطالة بين الشباب العربي في الأحواز


وتمارس طهران خطة ممنهجة فيما يتعلق بأزمة المياه، إذ تسحب الأنهار الأحوازية إلى مناطق ذات أغلبية فارسية مثل أصفهان، وتترك الأحوازيين تعاني أراضيهم من العطش وتموت محاصيلهم ببطء، بينما يتم فتح المياه على مصراعيها في فصل الشتاء لإغراق أرضيهم بالفيضانات.


 ويعاني الأقليم من مشكلات بيئية مفتعلة مثل التصحر، والجفاف، بسبب مشروعات فاشلة لميليشيات الحرس الثوري الإيراني سعت من خلالها لإقامة سدود على عدة أنهار، وتحويل مجراها لمحافظات أخرى لدعم صناعات الصلب والزراعات بها، رغم بنود الدستور الإيراني التي تحظر نقل المياه العذبة من محافظة إلى أخرى سوى لأغراض الشرب، ورغم ذلك فقد شيد الحرس الثوري نحو 90 سدًا على مجرى نهر كارون وحده حتى اضطرت وزارة الطاقة الإيرانية إلى توزيع أكياس مياه للشرب على الأهالي هناك بعدما وصلوا إلى شفير الهلاك، ما زاد من حدة الغضب الشعبي.


أزمات متفاقمة


وكان عبدالحميد خديري، النائب البرلماني لمدينة بوشهر بالأحواز، حذر منذ عدة سنوات من تفاقم أزمة المياه العذبة، ملمحًا إلى احتمال وقوع حرب أهلية بسبب المياه في إيران، إذ ترافق نقص المياه مع زيادة في معدلات الغبار والتلوث بالإقليم، وهو ما أدى إلى ارتفاع نسبة الأمراض الصدرية بين الأهالي العرب بشكل بالغ، كما تسبب إلقاء السموم والمخلفات الناتجة عن مشاريع قصب السكر في مياه نهر كارون إلى تلوث مياهه مما دمر الثروة المائية وأدى إلى هلاك مئات الرؤوس من مواشي الفلاحين العرب في حين أن هذا النهر كان في السابق متنزهًا يرتاده الناس للتمتع بمناظره الجميلة، ولكنه اليوم أصبح مصدرًا للأمراض وأضحى عبارة عن مجرى لمواد سامة لا علاقة له بالمياه.

 

للمزيد: «كورونا» يعمق من عزلة إيران.. وطهران في مرمى الصراعات الإقليمية والدولية

"