يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

وسط الاستمالات السياسية.. استمرار هدنة «طالبان» المؤقتة

الأربعاء 27/مايو/2020 - 06:04 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة
استمرت الهدنة التي أعلنت حركة طالبان الأفغانية الدخول فيها خلال أيام عيد الفطر المبارك، إذ كتب المتحدث الرسمي باسم الحركة «ذبيح مجاهد» على صفحته الخاصة بموقع التواصل «تويتر»، أن الحركة قررت وقف إطلاق النار خلال أيام العيد.
 وسط الاستمالات السياسية..
وعبر بيان رسمي روجته المنصات الإعلامية للحركة، قررت «طالبان» وقف القتال لمدة أيام العيد الثلاث، مع منع عناصرها من الدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، مطالبة الأخيرة باتخاذ ذلك الموقف، ومنع عناصرها من اجتياز مناطق الحركة.

ومن جانبه، رحب الرئيس الأفغاني أشرف غني بالهدنة المقترحة من طالبان، مدونًا على حسابه بموقع التواصل «تويتر» أنه أمر الجنود بوقف إطلاق النار حتى يتحقق العيد الآمن لأفغانستان، دون سقوط أي ضحايا من المدنيين أو العسكريين.

تصاعد القتال
يأتي تعليق القتال في ظل تصاعد الأحداث الدموية مؤخرًا على خلفية الخلاف بين الحركة والحكومة بشأن آلية الإفراج عن سجناء «طالبان»، وعددهم خمسة آلاف عنصر، ففي الاتفاق التاريخي بين الحركة وبين الولايات المتحدة الأمريكية، أقر بتسليم الحكومة سجناء طالبان كخطوة تمهيدية لبداية المفاوضات الداخلية لكن ذلك لم يحدث، إذ ارتأت حكومة غني الإفراج عن السجناء على دفعات، بدأتها بغير القيادات؛ ما أجج الصراع بين الطرفين.

وخلال الأسابيع الأخيرة استهدفت عناصر الحركة عشرات المواقع الحكومية، موقعة مئات الضحايا، وإزاء ذلك قرر الرئيس الأفغاني استئناف العمليات العسكرية ضد الحركة؛ ما أدى إلى مزيدٍ من العنف والاضطراب في البلاد.

ومع تزايد الاضطراب الأمني والسياسي في البلاد، عاد تنظيم داعش (ولاية خراسان) للنشاط مجددًا في المنطقة عبر عدد من الهجمات، كان أصعبها تفجير مستشفى للولادة؛ ما أدى إلى سقوط قتلى بين الأمهات والرضع من حديثي الولادة، إلى جانب استهداف الجنازات.
نورهان الشيخ
نورهان الشيخ
الأمل في خفض العنف
نتيجة زيادة العنف ودخول «داعش» كطرف في المعادلة الأفغانية بعد إضعافه خلال المرحلة الماضية يقدم كأسباب اتخذت طالبان على أساسها هدنة العيد، ولكن ذلك الطرح مردود عليه بأنها سبق وقررت ذات الهدنة في عيد الأضحى الماضي.

إلى جانب أن الهدنة الماضية هي ذاتها الرد على ما يسوقه بعض المحللين من تمنيات بأن تكون هدنة العيد بداية للسلام، فخلال العام الماضي فرضت الهدنة والتزم بها الطرفان، ولكن بعد انتهائها عادا للقتال بشراسة؛ ما يعني أن هدنة العيد تأتي كمتغير سياسي محكوم بظرفه، وهو ما فسرته أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة والمختصة في الشأن الآسيوي، نورهان الشيخ في تصريح سابق لـ«المرجع» بخصوص هذا الأمر، قائلة: إن هذه النوعية من التسويات تأتي مقرونة بتفاهمات سياسية، فربما أرادت «طالبان» إظهار جديتها لواشنطن بوقف العنف؛ لأنه من الناحية الإنسانية أو الدينية فالحركة لا يعنيها الأعياد في شيء وكثيرًا ما تتخذها كفرصة لضرب التجمعات، وحصد أكبر عدد من الضحايا، أي أن الأمر كله مرتبط بالمواقف مع واشنطن، وإبداء استعدادها للسلام في حالة التزام باقي الأطراف.

وأضافت «الشيخ» أن اقتراح «طالبان» يرتبط وفقًا لـ«نورهان الشيخ» بقدرتها على فرض الأمن، وتوحيد صفوفها على كلمة واحدة من عدمه؛ ما يساعدها في إظهار مدى سيطرتها على الموقف المسلح في البلاد.
"