لعب مسلسل الاختيار؛ الذي عرض في رمضان 1341 هـ/2020م، دورًا كبيرًا في التعريف بالبطولات العسكرية للجيش المصري في سيناء إلى جانب إلقاء الضوء على العقائد التكفيرية لجماعات الظلام التي تسعى لاستقطاب العقول المصرية لضرب الدولة من الداخل وتنفيذ أجندات دولية.

أبو العيناء

فمن النماذج التي أبرزها المسلسل كداعية أسهمت في تجنيد ضابط الصاعقة المفصول وقائد تنظيم «المرابطين» الإرهابي هشام عشماوي هو (أبو العيناء الخراساني)، إذ اعترف عشماوي لصديقه الضال عماد عبدالحميد برغبته في الانضمام لصفوف التنظيمات المتطرفة ذات البعد الدولي ليذكره التاريخ المسلح كما يذكر مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وزعيمها الحالي أيمن الظواهري، مؤكدًا أن الخراساني يتواصل معه إلكترونيًا ويشجعه على الانضمام للجماعات التكفيرية بسوريا.

مرحلة التنفيذ

 ففي 2013 نفذ عشماوي نصائح الخراساني له متوجهًا إلى سوريا ليعمل على تدريب العناصر الإرهابية على حمل السلاح وتكتيكات حرب الشوارع والعصابات لإنهاك الجيش السوري وتنفيذ العمليات الإرهابية.

من أبو العيناء الخراساني؟

عبر رصد المواقع الإلكترونية التي يستخدمها المسلحون لنشر أخبارهم ولحث الآخرين على الانضمام لصفوفهم تتكشف بعض الملامح الضئيلة عن شخصية أبو العيناء الخراساني، فهو أردني الجنسية، ويؤكد رفاقه أن له ابنة ولدت قبل تنفيذه عملية انتحارية ببضع أيام فقط، وينتمي الخراساني لما يسمى «جبهة النصرة» في سوريا، والتي غيرت اسمها لاحقا لتصبح «هيئة تحرير الشام» والتابعة لتنظيم القاعدة.

اشتهر أبو العيناء بين الإرهابيين بإدارته لشبكة شموخ الإلكترونية التي تعتبر منصة للتدريب القتالي الخطير وتعليم الاستراتيجيات العسكرية وآليات صنع المتفجرات وغيرها من الأساليب القتالية، ولكن بتصفح الشبكة تجد أنها مغلقة ولا يمكن لأي أحد الدخول إليها إلا عن طريق العناصر الإرهابية القيادية بالمجموعة.

ولكن من بعض صفحاتها المفتوحة يوجد موضوع معنون بـ الثقافة العسكرية كتبه عنصر مكنى بـ أبو إسلام الجهادي وتضمن الموضوع شرحًا نظريًّا لعناصر الحرب التقليدية من مفاجأة وحشد وعناصر حرب العصابات من حيث الالتزام العقائدي والتكتيك السياسي، ونظرًا لما تقدمه الشبكة من محتوى فهي تعتبر من أخطر المنصات المتطرفة للتنظيمات وعناصرها.

إلى جانب ذلك عرف عن أبو العيناء كتابته لخطب رنانة ومقالات كثيرة تداولتها العناصر على شبكات التواصل الاجتماعي، ومنها مقال معنون بـ(أخطأت يا دولة الإسلام) يتهكم فيه على المعارضين لتيارات الإسلام السياسي واصفًا مجموعاته بأنهم حماة للدين الإسلامي، ويعتدون على من يعتدي عليه، ومن أبرز مقالاته المتداولة بكثرة (ما هو مطلوب من أنصار المجاهدين في المرحلة المقبلة؟) وجاء فيه دعوة للعناصر الفاعلة على شبكات الإنترنت بعدم الإساءة لبعضهم البعض لأنهم جميعًا من وجهة نظره يمثلون التيار المسلح.

فيما يعد الفيديو الذي نشرته شبكة المنارة البيضاء التابعة لتنظيم القاعدة بداية صعود اسم أبو العيناء على الساحة الإعلامية بشكل عام، ففي نوفمبر 2013 ظهر الأردني في فيديو لإعلان مسؤوليته عن  العملية الانتحارية التي نفذها في سبتمبر 2013 على حاجز كوع الحرس في وادي بردى بدمشق السورية، وبالطبع جرى تصوير الفيديو للخراساني قبل تنفيذ العملية التي قتل فيها، ولكنهم أذاعوه بعدها لإعلان المسؤولية عبر أجهزة الإعلام الخاصة بهم.

خرساني آخر

ويذكر أن أبو العيناء الخراساني كثيرًا ما يلتبس ذكره مع أبو دجانة الخراساني وبالأخص أن الاثنين لديهم ذات الكنى والجنسية الأردنية والتبعية لتنظيم القاعدة، ولكن أبو دجانة واسمه الحقيقي همام البلوي نفذ عملية عرفت بخوست في ديسمبر 2009 قتل على أثرها 7 ضباط أمريكيين في أفغانستان، وقتها أعلن تنظيم القاعدة إن العملية انتقامًا لمقتل بيت الله محسود قائد طالبان باكستان.