ad a b
ad ad ad

بهدف التعبئة الشعبية.. «نظام الملالي» يعيد الحديث عن استهداف أمريكي للمرشد

الجمعة 01/مايو/2020 - 11:33 ص
المرجع
نورا بنداري
طباعة

من جديد عادت إيران للتلويح بتآمر أمريكي عليها، في ظل انشغال العالم بأزمة فيروس كورونا المستجد، إذ أعلنت طهران أن واشنطن أرادت استهداف منزل مرشد الثورة الإيرانية «علي خامنئي».


وقال قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني «أمير علي حاجي زاده»، السبت 25 أبريل 2020: إن واشنطن كانت تخطط لقصف منزل المرشد «خامنئي» في يناير الماضي عقب مقتل « قاسم سليماني» (قائد فيلق القدس الإيراني، وقتل في 3 يناير الماضي في استهداف أمريكي لسيارته في بغداد).

بهدف التعبئة الشعبية..

وذكر «أمير علي حاجي زاده»، تهديد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لإيران، باستهداف 52 موقعًا إيرانيًّا، من بينها مواقع ثقافية في حال قامت طهران بالرد على اغتيال «سليماني»، ولفت «زاده» خلال حديث له بثه التلفزيون الحكومي الإيراني إلى أن أحد المراكز الثقافية التي أرادت واشنطن استهدافها كان مقر إقامة المرشد الأعلى.


وعمل النظام الإيراني على الترويج لأنه سيرد بقوة على الولايات المتحدة للثأر لمقتل «سليماني»، وقام بمهاجمة قاعدتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية وقوات التحالف ضد تنظيم «داعش» الإرهابي الأخرى في 8 يناير 2020، إلا أن الهجوم الإيراني فشل، بل وأخطأت قوات الحرس الثوري واستهدفت طائرة أوكرانية تحمل أفرادًا من جنسيات مختلفة، نجم عنها وفاة 176 شخصًا، الأمر الذي أدخل طهران في مشكلات دولية بعدما حمَّلت أسر الضحايا نظام الملالي مسؤولية إسقاط الطائرة، وطالبوا بتعويضات عن ذلك الخطأ.


للمزيد: العراق من «الحراك» إلى «العراك».. واشنطن وطهران تنقلان صراعهما إلى بلاد الرافدين

بهدف التعبئة الشعبية..

اصطفاف شعبي

التساؤل الذي يطرح نفسه، لماذا عادت إيران مجددًا لطرح حديث استهداف الولايات المتحدة لمنزل المرشد؟ وما دلالات الإعلان عن تلك الإخبار؟


ويجيب «أسامة الهتيمي» الكاتب المختص في الشأن الإيراني في تصريح خاص لـ«المرجع»، بأنه من الواضح أن الدلالة الأقوى من وراء استعادة الحديث مجددًا عن عملية اغتيال «سليماني»، وتلك الإضافة المتعلقة بأن واشنطن كانت تعتزم استهداف منزل المرشد «خامنئي» بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر عليها، تبين أن النظام الإيراني لا يزال يراهن على استخدام الحشد والتعبئة ضد الولايات المتحدة كأحد أهم الوسائل للتنفيس عن حالة الغضب الشعبي؛ حيث تحميل واشنطن المسؤولية عن الكثير مما يعانيه.


ولفت «الهتيمي» أن النظام الإيراني يريد من وراء ذلك الأمر إحداث اصطفاف شعبي خلف القيادة، ويخفف من حدة الاحتقان الداخلي إزاء الإخفاقات المتتالية في التعامل مع ما تمر به البلاد، وآخرها تفشي فيروس مرض كورونا الذي حصد من المصابين نحو نصف مليون إيراني بحسب تقديرات مؤسسات رسمية في البلاد.


وأشار إلى أن الكشف عن مثل هذه التصريحات ربما يمنح النظام الإيراني مسوغًا منطقيًّا لمواقفه الأخيرة، سواء تلك الرافضة للمساعدات التي عرضتها الولايات المتحدة على إيران والخاصة بمكافحة «كورونا»، إذ لا يتسق بعد هذه التصريحات أن تقبل إيران بمساعدات مالية أو عينية من قبل دولة كانت تسعى للتخلص من قائد إيران الديني والسياسي «الولي الفقيه» بحسب الدستور الإيراني، وهو ما يعمل على أن يتفادى النظام إلى حد كبير توجيه اللوم الشعبي له.


وأضاف الكاتب المختص في الشأن الإيراني أنه لا يمكن التسليم بصحة هذه التصريحات، إذ تتنافى بشكل بديهي مع الاستراتيجية الأمريكية في التعاطي مع النظام الإيراني، فقصف منزل «خامنئي» يعني موت الرجل والتخلص منه، ومن ثم تهديد بقاء هذا النظام الإيراني الذي يعاني حالة رفض شعبي تتزايد يومًا بعد يوم، وهو ما لا تريده واشنطن في الوقت الحالي، وإلا لبرزت العديد من المواقف الأمريكية التي تؤكد على هذا، والتي لم تتجاوز على مدار السنوات الثلاث الأخيرة حد المناوشات والضغوطات التي تسعى لإجبار طهران على مواصلة الالتزام بدورها الوظيفي في المنطقة.


للمزيد: عين لا ترى وأسد لا يزأر.. مسرحية رديئة كتبتها أمريكا ومثلتها إيران انتقامًا لسليماني

"