تركيا توظف «كورونا» لتحقيق مكتسبات جديدة بالشمال السوري
يعاني الشمال السوري من تبعات الاحتلال التركي غير المشروع، إذ حذر الدفاع المدني السوري من أن الشمال السوري لن يكون بمقدوره مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد في ظل الظروف الحالية.
وقال منير مصطفي، نائب مدير الدفاع المدني السوري، في تسجيل مصور بثه على موقع "تويتر" الإثنين 20 أبريل 2020 ، أن الشمال السوري المكتظ بأكثر من 4 ملايين مواطن يعاني نقصًا في الإمكانيات الطبية، خاصة في ظل ظروف النزوح الداخلي للسكان المحليين.
وأكد مصطفي أنه بالرغم من عدم تسجيل أي حالات لفيروس كورونا في الشمال السوري فإن الوضع ليس مطمئنًا، لأن الفيروس قد يكون موجودًا بالفعل دون أن تتمكن الأجهزة الطبية من التأكد من ذلك، موضحًا أن الإجراءات الوقائية التي تتعلق بالحجر الصحي أمر غير وارد بسبب تردي الأحوال المعيشية وحاجة السكان للعمل اليومي من أجل توفير قوت يومهم.
وتسيطر تركيا على أجزاء كبيرة من الشمال السوري، ما يعني أن إصابة هذه البقعة المكتظة بالسكان سوف يكون لديها تداعيات سلبية، وبعبارة أدق، قد تقوم تركيا بنقل الفيروس إلي الشمال السوري؛ خاصة أنها تعد بؤرة للفيروس على حدود أوروبا الغربية، بإجمالي عدد إصابات يقدر بنحو 86 ألفًا، وعدد وفيات يقدر بنحو 2017 مواطنًا، ما يعني أن شمال سوريا في خطر حقيقي.
ومن جانبه، أكد محمد ربيعأ، الباحث المختص في الشأن التركي أنه ليس مستبعدًا إصابة جنود أتراك بفيروس كورونا في الشمال السوري، إذ أنه وفق تقرير نقله موقع "Grihat" التركي فإنّ الفيروس منتشر في مناطق الصراع بسوريا، وهناك جنود أتراك أصيبوا بالفيروس إلى جانب عدد من قوات ما يعرف بالجيش السوري الحر الموالي لأنقرة ومسلحي الفصائل.
وأكد "ربيع" في تصريح لـ"المرجع" أن انتشار فيروس كورونا في الشمال السوري سيؤثر بصورة مباشرة على الصراع الدائر هناك سلبًا وإيجابًا، ولكن يبقي السؤال الأهم، من المسؤول عن تفشي الفيروس في شمال سوريا، خاصة أن هناك تقارير دولية تحدثت عن احتمالات استخدام الفيروس من قبل الجماعات الارهابية في الشمال السوري، تجاه الشعب والمواطنين، بهدف تحقيق انتصارات على أرض الواقع لصالح تركيا، خاصة أن هجمات تنظيم "داعش" الارهابي زادت خلال الشهرين الماضين، وهي اشكالية في غاية الخطورة ما يعني أن النظام التركي يسعي لاستغلال جائحة كورونا لتحقيق مكاسب وانتصارات على الأرض لصالح تركيا.
