ad a b
ad ad ad

«العمالة المهاجرة».. قنبلة موقوتة تهدد اليونان

السبت 07/مارس/2020 - 09:55 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

ثمانية أعوام مرت على حالة الركود الاقتصادي التي ضربت اليونان، وكانت الأطول بين دول الغرب، وكافحت حتى تخرج من أزمة الديون والبطالة، ما سمح لزيادة حاجتهم للعمالة الخارجية، التي لطالما كانت سلاحًا ذا حدين يساعد على تحسين الاقتصاد، كما يمكن له أن يكون قنبلة موقوتة في وجه المواطنين الأصليين.

«العمالة المهاجرة»..
معدلات منخفضة


تعتبر اليونان واحدة من الدول الأوروبية، التي تقع على مساحة 130 ألف كيلومتر مربع، ويسكنها نحو 10,473,452 مليون نسمة، وقد عانت كثيرًا من زيادة نسبة البطالة التي وصلت لـ28%، وأزمات اقتصادية كبيرة؛ ما أدى لتردي الأوضاع وحاجتها للوصول إلى حلول تساعدها على النهوض من حالة الركود، وسد عجزها من الديون التي واجهها على مدار السنين الماضية.


وكان انخفاض نسبة السكان وزيادة أعمارهم من أهم الأسباب التي اضطرت البلاد لاستجلاب عمالة خارجية تسد حاجتها الماسة والوفاء بالعمل، فقد سجلت اليونان أسوأ وأدنى المعدلات الخاصة بالتوظيف في دول الاتحاد الأوروبي بالنسبة للمهاجرين الأوروبيين بمعدل 56.1 % مقارنة بنسبة توظيف السكان الأصليين 58.1 %، خاصةً بعد ما عانته من انخفاض نسبة الذكور مقارنة بالإناث، إضافةً لتراجع معدل المواليد بنسبة 10% في السنوات الـ4 الماضية، بسبب عدم تحمُل الأسر تكاليف المعيشة، كما أنه من المتوقع أن يظل انخفاض عدد السكان في اليونان خلال السنوات المقبلة؛ إذ بلغ متوسط العمر الحالي للسكان في اليونان 44.5 عام بينما متوسط العمر المتوقع هو 80.7 عام.

«العمالة المهاجرة»..

الاقتصاد اليوناني


اعتمد الاقتصاد اليوناني على الموانئ بشكل كبير، خاصةً أن جزءًا من مساحتها يتكون من مجموعة جزر تقع في الجنوب الشرقي من قارة أوروبا، فكان قائمًا على عمليات الشحن والتفريغ ومعاملات السفن والصيد والملاحة،


وخلال المائة عام الماضية؛ كانت اليونان تسيطر فيها على أسواق التجارة البحرية بنسبة 16.25% من الأسطول التجاري البحري في العالم، و 40% تقريبًا من الأسطول الأوروبي، ومنذ عام 2000 دخل الأسطول التجاري اليوناني في قطاع البترول بنسبة 23.8%، وفي نقل الحبوب الغذائية بنسبة 18.5%.

«العمالة المهاجرة»..

جنسيات متباينة


كانت اليونان ملاذًا لهجرة الكثير من الدول المحيطة، ووجد بها فئات مختلفة من المهاجرين، فتفاوتت جنسياتهم بين الأفغان والعراقيين، بينما كانت الغالبية العظمى منهم من تركيا وسوريا، نظرًا لما عاناه المهاجرون من تلك المناطق وهروبهم من الظروف القاسية حتى ينعموا بالعيش الآدمي، فبطبيعة الحال تغلبت الجنسيات السورية على العمالة الموجودة في البلاد اليونانية لاعتبارات عدة، أهمها رجوع أصولهم إلى مدن ساحلية ملائمة لمتطلبات العمل مثل مدينتي اللاذقية وطرطوس الواقعتين على السواحل السورية.

«العمالة المهاجرة»..

تغيير التركيبة الديموجرافية


وربما تُغير عملية نزوح اللاجئين تجاه اليونان ومن ثم أوروبا، ديموجرافيًّا من حيث تغير التركيبة السكانية؛ إذ من المحتمل حدوث عمليات زواج بين مهاجرين مسلمين وأوروبيات مسيحيات، ما يفتح الباب للتخوفات؛ خاصةً لدى اليمن المتطرف من طغيان المد الإسلامي على الهوية الأوروبية.


ومن التحديات التي تواجه المجتمعات الأوروبية هي سياسة التعامل مع الثقافات المختلفة واختلاف الفئات الاجتماعية بين اللاجئين والمجتمعات الأوروبية التي تتمايز بينهما القيم الثقافية والدينية والحضارية.


وقد ينتج اندماج اللاجئين بالمجتمع المضيف تغير هوياتهم الثقافية وسلوكهم، كما أن عملية التبادل الثقافي ستشهد تحديات كبيرة بسبب الاختلاف وما يتعلق به من الصعوبات والصراعات التي تنشأ عندما تتعارض الهوية والقيم والسلوكيات؛ حيث يأتي اللاجئون من خلفيات متنوعة، ويمكن أن يؤدي فقدان اللاجئ لبنيته الاجتماعية وثقافته إلى رد فعل عنيف؛ خاصةً أن عملية الهجرة تنطوي على فقدان المألوف، بما في ذلك اللغة، وقد يصل هذا الشعور بالفقدان إلى حالة من الرفض للثقافة الغربية.


وللمزيد.. الأزمة «القبرصية التركية».. صراع على الموارد وترسيم الحدود

"