ad a b
ad ad ad

مفتي الجمهورية: الجماعات الإرهابية تآمرت لإسقاط مصر

الثلاثاء 28/يناير/2020 - 02:00 م
 شوقي علام مفتي الجمهورية
شوقي علام مفتي الجمهورية
مصطفى حمزة
طباعة

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن الجماعات الإرهابية تآمرت معَ قُوًى معاديةٍ لإسقاطِ مصرَ، وانحازت ضدَّ بلادِها لِصالحِ دُوَلٍ أجنبية، واصفًا إياهم بـ"خونة الأوطانِ الذين ساروا في طريقِ الشيطانِ".

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها بالمؤتمر العالمي للأزهر حول "تجديد الفكر والعلوم الإسلامية"، حيث أضاف قائلًا: الأحداث تتسارعُ مِنْ حولِنا، وتحوَّلَتِ الأفكارُ الإرهابيةُ إلى مخططٍ دوليٍّ خبيثٍ ضِدَّ مصرَ ودولِ المنطقةِ بأسرِها، داعيًا المؤسساتِ الدينيةِ للتكاتفَ والتعاونَ لبيان الحق للناس، والإجماع عَلى ضلالِ هذه الجماعاتِ، واتباعها منهجَ الخوارجِ الأوائلِ، باستباحَة القتلَ والتدميرَ وتخريبَ الدُّول وبثَّ الفتنةِ باسمِ التمكينِ والحاكميةِ واستعادةِ الخلافةِ.

وأوضح أن جماعات التطرف والإرهاب تعاملت مع التراث تعاملًا حَرفيًّا جامدًا كأنه مقدس، واستدعت خطابًا وأحكامًا اجتهادية قد استُنبطت لواقع يغاير واقعنا، فاختلقوا صدامًا لا معنى له بين التراث والمعاصرة، مشيرًا إلى أن هذا الصدام سببه القراءة الخاطئة الجامدة للتراث، والخلطُ المنهجي الذي دأبت عليه هذه الجماعات قديمًا وحديثًا.

وطالب المفتي باستعادة المنهج العلمي الصحيح، الذي حاد عنه طرفا النقيض، دعاة التطرف والجمود من ناحية، ودعاة الانفلات والتغريب من ناحية أخرى، مؤكدًا أن قضية تجديد الفكر والخطاب الدعوي شديدة الأهمية وعظيمة الخطر، وهي دور المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، باعتباره منارة العلم، وحصن الإسلام، ومنبع الوطنيةِ والفداء، وقاعدة الاعتدالِ والوسطية، وحامل لواء التجديد والإصلاح، وحامي الأمةِ من التطرفِ والإرهاب، وناشر العلمِ النافعِ والعملِ الصالحِ في مشارقِ الأرضِ ومغاربها.

وأكد أن أهم ما نحتاجُ إليه في تحريرِ معنى التجديد والاتفاقِ عليه في هذا الإطار، منهجيةُ التجديدِ التي تنتهجها المؤسساتُ الدينية لتجديد الخطاب الفكري والدعوي، وموقفها من قضايا التراث، وكيفيةُ الموازنةِ الدقيقة بين الثوابت والمتغيرات.

وأضاف المفتي أن هناك أطرافًا يستقون أفكارهم من نماذج معرفية غريبة عن الإسلام، لا تمت إلى النموذج المعرفي الإسلامي الوسطي الأصيل بِصِلة، والتجديدُ عندهم لا يتجاوز معنى التجريد؛ أي تجريد الإسلام من ثوابته التي هي من الدين بالضرورة، مشيرًا إلى أن تلك الثوابت تحفظُ الدينَ ولا تتغير بتغير الزمان ولا المكان، وتمثل الصورة الصحيحة للدين التي تنتقل عبر الأجيال بالتواتر العملي والنقلي، بحيث إذا قلنا إنها تمثل عصبَ الدين وجوهر تماسكه فلن نكون مبالغين.

وأوضح أنَّ الإرهابَ الفكريَّ الذي مارستْهُ الجماعاتُ المتطرفة بحقِّ علماءِ المؤسساتِ الدينيةِ لنْ يُثْنِيَنا لحظةً واحدةً عن الاستمرارِ في الجهاد الفكريِّ والعلميِّ ضدَّ مخططاتِهم، مضيفًا أنَّ الله جعلَ في أعناق العلماء أمانةَ البيانِ والتبليغِ وتصحيحِ الخطابِ الفكريِّ والدعويِّ، وتفنيدِ انحرافاتِ هذه الجماعاتِ المضلِّلَةِ؛ لنشرِ الأمنِ والأمانِ والسعَى لعصمةِ الدماءِ، وتجنيبِ البلادِ والعبادِ شرورَ الفوضى وويلاتِ الفتنةِ، والمساهمة في عودةِ الصورةِ الصحيحةِ عنِ الإسلامِ، والقضاءِ على ظاهرةِ الإسلاموفوبيا.

"