إنقاذًًا لأحلامه العثمانية.. أردوغان يهدد بغزو ليبيا لمنع جيشها من تحرير طرابلس
حالة من الغضب العارم سيطرت على الساحة الليبية بعد التصريحات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في لقاء له مع فضائية «تي آر تي» الإخبارية الحكومية، الاثنين 9 ديسمبر 2019، وقال فيها إن بلاده مستعدة لإرسال قوات إلى ليبيا، إذا طلبت حكومة الوفاق «الاخوانية» ذلك.
غزو تركي مرتقب
وللرد على
ذلك نشرت «شعبة الإعلام الحربي» المعبرة عن الجيش الوطني الليبي، صور حديثة للقائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، بزيه العسكري من داخل
غرفة العمليات العسكرية، وهو يتابع سير معارك طوفان الكرامة الخاصة بتحرير طرابلس.
إضافة
لذلك نشرت الشعبة صور للواء 106 مُجحفل،
في رد ضمني تستعرض فيه قوة الجيش الليبي.
وسياسيًا تعامل
نشطاء وساسة ليبيون مع التصريحات على أنها مؤشر على غزو تركي مرتقب، داعين
للاحتشاد في الميادين بالمناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي،
يوم الجمعة 13 ديسمبر 2019 تنديدا بالخطاب التصعيدي التركي.
من بين الداعين
كان «مـجموعة أبناء ليبيا» و«الحراك من أجل ليبيا» (مجموعات ضغط مشكلة من ساسة ومثقفين ليبيين)
اللتان أصدرتا بيانا وقع عليها 35 شخصية وحصل "المرجع "على نسخة منه، نددت
فيه بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
واعتبرت المجموعتان أن ما يتحدث به أردوغان هو مقدمة لغزو ليبيا
هدفها تكرار ما تقوم به عصابات أردوغان وعملاؤه في شمال
سوريا من مجازر هدفها تغيير التركيبة السكانية هناك.
عبد المنعم
اليسير، أحد الموقعين على البيان ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في المؤتمر
الوطني الليبي السابق، قال لـ«المرجع»: إن تصريحات أردوغان لا تخرج عن
سياق الغرور المدفوع بشغف تركي بالحلم العثماني.
ولفت إلى أنه
في سبيل هذا الحلم يتبع أردوغان سياسات تصل أحيانا لمستوى احتلال البلدان، مشيرا
إلى أن الأزمة في إسلاميين هذه البلدان وتحديدا الإخوان الذين يعاونون تركيا على
تدخلاتها في بلدانهم، مقابل مكاسب سياسية.
وفسّر
استماتة أردوغان على الحيلولة دون دخول الجيش الليبي إلى طرابلس حتى لو كلفه ذلك إرسال قوات عسكرية، بأهمية ليبيا في
المشروع التركي بالمنطقة.
وتابع المنطقة الغربية عامة وطرابلس خاصة هي المعقل الأخير لهم وهو معقل مهم جدًّا؛ نتيجة لسيطرتهم على أموال الشعب الليبي عن طريق ما يسمى بحكومة الوفاق، مضيفا «أن تمت السيطرة على طرابلس من قبل القوات المسلحة، فإن مشروع الإخوان قد انتهى ولن يجدوا مكان إستراتيجي لهم يتمكنون من خلاله تنفيذ مشروعهم الإرهابي الذي يهدف إلى الأطاحة بكل الحكومات الموجودة في شمال أفريقيا والسيطرة عليها بالكامل».
من جانبه قال المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسة والاستراتيجية، بشير عبد الفتاح، إن الرئيس التركي التركي لم يضف أي جديد من خلال تصريحات، إذ تتواجد قوات عسكرية تركية بالفعل في ليبيا.
وأوضح لـ"المرجع" أن ما قصده من هذه التصريحات هو إضفاء الشرعية على وجوده العسكري في المشهد الليبي، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي كأحد تباعات الاتفاق التركي مع حكومة الوفاق الأخير بخصوص ترسيم الحدود البحرية.
ولفت إلى أن تركيا فكرت في عقد هذا الاتفاق في هذه اللحظة ومن بعده الإعلان عن وجودها عسكريًا في ليبيا ردًا على التعاون المصري اليوناني القبرصي الأخير.
وتوقع أن تستجيب حكومة الوفاق لما قاله أردوغان خلال الأيام القادمة بأن تطلب من تركيا بالتدخل العسكري، وعليه سيعلن أردوغان عن وجود قواته بطرابلس.
عثمانية الاسلامويين
يشار إلى أنه على الجانب الإسلاموي، رحبت شخصيات ليبية مقربة من تركيا ومنتمية للتيار الإسلامي بتصريحات الرئيس التركي، حتى أن بعضهم طالب بسرعة انعقاد الكيانات المعنية لتوجيه طلب لتركيا بإدخال قوات عسكرية لمنع وصول الجيش للعاصمة.
واستدعى مدير عام مؤسسة التناصح الإعلامية ونجل مفتي المؤتمر الوطني الصادق الغرياني، سهيل الغرياني، سيرة أول والي عثماني في طرابلس، مراد آغا، مدونًا على حسابه على "فيسبوك" :"هل تتكرر نجدة مراد آغا وحامية جديدة لطرد الغزاة عن العاصمة، الجواب مرهون عند الرئاسي والدولة والنواب في طرابلس".
ومراد آغا هو أول والٍ عثماني تسلم الحكم في ليبيا خلال الفترة من 1551 إلى 1553، وقام ببناء المسجد الكبير في تاجوراء الذي سمي باسمه ودفن بالقرب منه.





