«النساء الخطيرات».. استراتيجية «داعش» الجديدة بعد تصفية «البغدادي»
الأربعاء 13/نوفمبر/2019 - 12:22 م
الأزهر الشريف
معاذ محمد
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية: إن تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد مقتل زعيمه «أبوبكر البغدادي»، قد يتجه للاعتماد على النساء مجددًا في عملياته الإرهابية، وذلك لما للنساء من أهمية كبرى في استراتيجية التنظيم.
البغداد
أكد بيان المرصد، أن «البغدادي» قبل مقتله، وجه رسالة إلى نساء التنظيم في سبتمبر 2019، مطالبًا إياهن بـما وصفه بـ«الصبر والحفاظ على دورهن في الجهاد»، على حد تعبير الرسالة، وهو ما يفسر قيام نساء من تنظيم «داعش» بإقامة محاكم شرعية؛ لمعاقبة المخالفات لأفكار التنظيم، بل وتجنيد عضوات جديدات.
مخيمات البيعة
وأشار المرصد، إلى أنه بعد مقتل «البغدادي»، ظهرت مجموعة من نساء التنظيم في مخيمات «داعش» وهنَّ يُعلنَّ البيعة لقائد التنظيم الجديد «أبو إبراهيم القرشي»، إذ ظهرت في فيديو البيعة إحدى النساء، وهي تدعو لبيعة الإرهابي المجهول، زعيمًا للتنظيم خلفًا للبغدادي؛ ما يشير إلى خطورة نساء التنظيم، وأن الكثيرات منهن لا يزلن مقتنعات بأفكاره الشاذة.
وفي الأول من أكتوبر 2019، اندلعت اشتباكات بين نساء من التنظيم في مخيم الهول؛ ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة 7 أخريات؛ بسبب قيام نساء التنظيم بتطبيق أفكاره الشاذة على النساء المقيمات معهن؛ حيث لا يزال تسيطر على هؤلاء النساء أفكار التنظيم، بخصوص ما يسمينه الخلافة الإسلامية، وهناك إحصائية، تقول: إن 14% من عناصر التنظيم المحتجزين في مخيم الهول، هم من النساء.
نساء خطيرات
وأوضح المرصد، أن الأسباب التي تدفع التنظيم باعتماده على النساء الخطيرات في المرحلة القادمة أو الحفاظ على دورهن، يتمثل في الطريقة التي رسخ بها أفكاره في عقولهن، وبأنه تمكن من تجنيد العديد من النساء، وأنهن لعبن دورًا كبيرًا في خدمة أفكاره، هذا إضافةً إلى أن الكثير من هؤلاء النساء، هن أزواج لمقاتلين بالتنظيم نفسه، وبالتالي يصعب عليهن التخلي عن تلك الأفكار المتطرفة.
وذكر المرصد، أن دور النساء في استراتيجية التنظيم، في ظل القيادة الجديدة له، ستعتمد على نفس الأساليب القديمة في توظيفهن، عبر الاعتماد عليهن في عمليات التجنيد، ودعم أزواجهن؛ لنشر العنف والمشاركة في العمليات الإرهابية، فخطاب التنظيم وصف النساء بأنهن جزء من «قادة الجهاد» ومربيات «أشبال الخلافة».
وكشفت تقارير حديثة، أن النساء الآن ضمن الجيوب والخلايا النائمة التي اعتمد عليها تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، وكانت أدوارهن تتمثل في خدمة الإرهابيين، إضافةً إلى استقطاب مؤيدين له والمشاركة في العمليات الإرهابية الانتحارية على وجه الدقة إذا لزم الأمر، كما أن هناك تقارير تحدثت عن مخاوف من احتمالية اعتماد تنظيم داعش على النساء العائدات إلى دولهن في شن عمليات إرهابية، في إطار استراتيجية الذئاب المنفردة، خاصةً أن الكثيرات منهن دربنَّ على صناعة المتفجرات وغيرها.
وما يؤكد ذلك، أن التنظيم قام مؤخرًا بعمل حملة عبر منصاته الإعلامية، أطلق عليها اسم: «العدالة من أجل الأخوات»، تحث أتباعه على الهجوم على المخيمات؛ لتحرير النساء التابعات له من الاحتجاز، إذ أشارت التقارير، إلى أن هناك عمليات تنظيم للصفوف، تقوم بها النساء داخل مخيمات الاحتجاز؛ من أجل الفرار بمساعدة بعض عناصر التنظيم، كما أنه بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها الشمال السوري، هناك تقارير تتحدث عن فرار 800 امرأة من نساء «داعش».
واختتم المرصد بيانه، بالإشارة إلى أن نساء التنظيم، قد يكنَّ الأخطر في المرحلة القادمة؛ لعدة أسباب، من أهمها أن الكثيرات منهن مؤهلات ليكنَّ الجيل الثاني من العنصر النسائي في التنظيم؛ ما يعني أنه قد يتم توظيفهن في عمليات إرهابية وغيرها، أيضًا الكثيرات من هؤلاء النساء لديهن أطفال، ومن المؤكد أنه تم تغذيتهم بالكثير من الأفكار الشاذة والمتطرفة، خاصةً أن الكثيرات منهن يدفعهن الانتقام؛ للقيام بالكثير من الأعمال الإرهابية.





