مرصد الإفتاء: إفلاس الجماعات المتطرفة يدفعها لاستخدام أساليب الحرب النفسية
الأحد 06/أكتوبر/2019 - 01:58 م
علي رجب
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية: إن الجماعات المتطرفة والإرهابية تسعى إلى تبني وتنفيذ تكتيكات الحروب النفسية، إذ تم رصد حملات ترويج تلك الجماعات لكتاب «العمليات النفسية في حروب العصابات» الذي كانت قد أعدته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالأساس لمواجهة الجماعات المسلحة في عام 1984.
وأوضح المرصد في أحدث تقاريره الصادر الأحد 6 أكتوبر، أن توقيت ترويج الكتاب وإعادة نشره وتداوله على صفحات التنظيمات المتطرفة يؤكد سعي تلك الجماعات للتوظيف المعاكس لمضمون الكتاب لخدمة مصالحهم الضيقة، وأطماعهم الدنيئة، ويأتي في ظل ما تقوم به الجماعات المتطرفة من تنفيذ أجندة الحرب النفسية لإثارة القلاقل والشائعات؛ بغية نشر الفوضى في البلاد، وتقويض الأمن والاستقرار.
وأشار تقرير المرصد إلى أن توجُّهَ الجماعات المتطرفة للترويج، وتبني تلك الاستراتيجيات يأتي في أعقاب النجاحات الكبرى التي حققتها مؤسسة الدولة المصرية منذ منتصف 2013، إذ لم تجد تلك الجماعات بعد سنوات العنف سوى نشر الشائعات، وترجيف الآمنين، كما أنها تأتي في أعقاب النجاحات الاقتصادية والاجتماعية التي حققتها الدولة، وعلى رأسها المشروعات القومية الكبرى.
وفي السياق ذاته، أكد المرصد أن الجماعات المتطرفة تسعى إلى تنفيذ برنامج الحروب النفسية بشكل مزدوج؛ أما الوجه الأول، فيقوم على تبني استراتيجية نفسية لعناصر التنظيم تضمن بها ولاءهم لها، وتعمل على إفقادهم أي رؤية خارجية، وتعمل على حشدهم ضد مؤسسات الدولة، وإعدادهم نفسيًّا لتوريطهم في أعمال العنف وإثارة القلاقل، وهنا تستخدم تلك الجماعات عدة خطابات متنوعة، منها: ادعاء المظلومية، ورمي النظام بالكفر والردة والفساد، مع تصدير خطاب ذاتي بأنها الجماعة الأقدر على تحقيق الإصلاحات.
والوجه الثاني هو إعداد استراتيجيات الهدم النفسي في الخارج، إذ تعمل تلك الجماعات على تحريف الحقائق، وتشويه كل الوقائع، وتضليل الجماهير؛ بتوظيف الأذرع الإعلامية والكتائب الإلكترونية في تحقيق ذلك، عبر عدة وسائل واستراتيجيات متنوعة، وعلى رأسها الشائعات.
وأضاف المرصد أن الشائعات تمثل إحدى أدوات حروب الجيل الرابع التي تضم أطرافًا متنوعة من دول وكيانات عابرة للحدود القومية والشبكات والجماعات والأفراد، إذ يكون الأفراد أصحابَ الدَّور الرئيسي في هذا المشهد التخريبي الذي يهدف إلى تنفيذ أجندات خارجية وصولًا لأهداف سياسية عبر تناقل الأفراد للشائعات عن طريق أحاديثهم في التواصل الاجتماعي أو مجالسهم الخاصة.
وبيَّن المرصد أن الشائعات نوعين؛ الأول: استراتيجية، تستهدف ترك أثر دائم أو طويل المدى على نطاق واسع يمتد لكل فئات المجتمع بلا استثناء، والنوع الثاني: تكتيكية، تستهدف فئة بعينها أو مجتمعًا معينًا لتحقيق هدف سريع ومرحلي، والوصول إلى نتائج قوية وفورية لضرب الجبهة الداخلية، مؤكدًا أن الجماعات المتطرفة تسعى إلى تنفيذ عدة آليات من أجل تحقيق أهدافها الخبيثة، من بينها: محاولات التسلل والذوبان داخل المنظومة الاجتماعية والاختباء داخل التنظيمات الاجتماعية والسياسية والظهور بثوب المعارضة، والعمل على تحريضها من الداخل، مع استقطاب بعض الشخصيات العامة لخدمة مصالحهم، والعمل على تكثيف الدعاية التحريضية، ونشر الأكاذيب والشائعات، وتنفيذ عمليات إرهابية في محاولة لإيهام الجماهير بضعف الأجهزة الأمنية، ومحاولة إلصاق تلك العمليات بالسلطات، والتواصل مع جماعات خارجية، وتنفيذ أجندات، والعمل على تمويل الأنشطة العنيفة والتحريضية.
وأوضح مرصد الإفتاء أن مروجي الشائعات وعناصر الحرب النفسية يصدق عليهم وصف المرجفين، الذين يهدفون إلى زعزعة استقرار الأوطان بالأخبار المساهمة في نشر الاضطراب والفوضى في مخالفة صريحة لنهي الشرع الحكيم عن هذه الصفة «الإرجاف»، كما جاء في قوله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 41].





