مدينة سرت.. مركز تحرير ليبيا من الميليشيات الإرهابية

ووفقًا لوكالة سبوتنيك الروسية، أفاد مصدر عسكري ليبي تابع للقيادة العامة للقوات الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، باستهدف مواقع لقوات حكومة الوفاق غرب وجنوب مدينة سرت خلال غارات جوية لسلاح الجو الليبي، مؤكدًا أن الضربات استهدفت غرفة العمليات الرئيسية للميليشيات بجوار مصنع الأعلاف غرب مدينة سرت ودمرتها بالكامل"، مضيفًا أن الضربات الجوية استهدفت أيضًا الآليات والعربات المسلحة المتمركزة داخل قاعدة القرضابية الجوية جنوب مدينة سرت وكانت الأهداف دقيقة جدًا.

كما دمر سلاح الجو مقر ما يسمى بالغرفة المشتركة التابعة لميليشيات مصراتة الإرهابية بمنطقة السبعة غرب سرت.

من جانبه، قال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، خلال تصريحات صحفية، الجمعة 13 سبتمبر 2019، إن قوات الجيش ترصد منذ أكثر من شهر تحركات مشبوهة شرق مدينة مصراته، تشمل نقل معدات وأجهزة إلى مدينة سرت، وكذلك نقل تقنيات الطائرات المُسيرة إلى سرت لتأسيس غرفة عمليات بها.

وأكد المسماري، ورود معلومات بشن الميليشيات هجومًا على قوات الجيش من ثلاثة محاور على منطقة الجفرة، ورأت القيادة العامة للجيش استدراك تلك العناصر الإرهابية لخارج مصراته وسرت وتم تحريك وحدات الاستطلاع، مضيفًا أن هناك تركيزًا على حماية قاعدة الجفرة من الضربات الجوية، خاصة في إطار تفهم استراتيجية تلك الميليشيات الهجومية، ونجحت قوات الجيش في إسقاط 3 طائرات مُسيرة من قبل وحدات الدفاع الجوي، ونفذت القوات الجوية أكثر من 30 غارة جوية الخميس 12 سبتمبر 2019، على مدينة سرت والقاعدة الجوية في مصراته لاستهداف الطائرات المسيرة والمخازن الرئيسية لأسلحة تلك الطائرات.

وأوضح المسماري أن قاعدة الجفرة تتوسط الدولة الليبية وتتمتع بموقع استراتيجي مهم، وبالوصول إلى هذا الموقع تم قطع خطوط المواصلات بين مجموعات تنظيمي داعش والقاعدة مع تلك المجموعات المنتشرة على الساحل الليبي، وبالسيطرة على تلك القاعدة تم تأمينها ومنع الجماعات الإرهابية من إنزال الطائرات المُسيرة بها، بشكل يحرم العدو من استخدامها، وأن تلك العملية تقطع الجماعات الإرهابية لقطع صغيرة بقطع خط المواصلات بينها.

وفي مايو الماضي، رفعت قوات الجيش الوطنى الليبي، درجة الاستعداد، لدخول مدينة سرت الساحلية (تبعد عن العاصمة طرابلس 450 كلم شرقا)؛ بهدف فتح محور الساحل باتجاه طرابلس مرورًا بمصراتة.

ومن جانبه، يرى عبدالستار حتيتة الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الليبي، أن مدينة سرت، جغرافيًا، تعد الآن هي المفتاح لحل المشاكل أو تعقيدها في ليبيا.

وأكد حتيتة في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن مدينة سرت تعتبر مدينة مهمة استراتيجيًّا لأنها تقع في المنتصف بين الشرق والغرب وتتحكم في الطرق والدروب الرابطة بين شرق ليبيا وغربها وجنوبها، لهذا من يسيطر على سرت يسهل عليه السيطرة على عموم ليبيا.

وأضاف الكاتب المتخصص في الشأن الليبي، أنه كلما تمكن الجيش الوطني من تحقيق انتصارات في بعض المناطق لوحت الجماعات الإرهابية بأنها ستعود للسيطرة على سرت.

وتابع أن هناك محاولات من جماعات مصراتة المسلحة التقدم إلى سرت من أجل الضغط على الجيش الوطني، وتستخدم ذريعة أنها تريد محاربة الإرهاب ومنع الدواعش من العودة إلى سرت، كما إن الجيش الليبي يحاول بين وقت وآخر تخفيف الضغط عليه في طرابلس من خلال التلويح بأنه قد يجتاح سرت.