بـ«إنستيكس».. إيران تبتز الدول الغربية وتتحايل على الاتفاق النووي
يومًا بعد يوم تتشدد إيران أمام العروض
الغربية المقدمة لها للعودة إلى الاتفاق النووي، إذ تهدف طهران لابتزاز الوسيط الفرنسي
عبر التحلل من الالتزامات المفروضة عليها طبقًا للاتفاق النووية، للوصول في النهاية
إلى عروض أكثر سخاءً.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني مجتبى ذو النور، أن الأوروبيين يسعون لوضع ائتمان بقيمة 15 مليار دولار بثلاثة أقساط تحت تصرف طهران، عن طريق الآلية المالية "إنستيكس"، التي تم الاتفاق عليها في يناير الماضي.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد
ظريف، قال في فبراير الماضي، إن الآلية الأوروبية للتجارة مع إيران لا تكفي، قائلاً:
"إن على ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بذل جهد أكبر لإظهار التزامهم بالاتفاق النووي
المبرم مع إيران في 2015".
وتحاول إيران الحصول على عروض غربية أفضل
لاسيما فيما يتعلق ببيع النفط وتسلُّم ثمنه مباشرة، إذ أن آالية "انستكس"
تقتصر على الجوانب الانسانية والغذائية ولا تشمل مجالات كثيرة، وتفرض قيودًا على انفاق
الأموال داخل طهران.
وقد فرضت واشنطن عقوباتها على إيران عقب
رفضها للعرض الأوروبي، وفي المقابل صَعَّدت طهران من لهجتها تجاه أمريكا عقب هدنة كاد الطرفان أن يجلسا للتفاوض فيها.
من جانبه قال الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي
الخبير في الشأن الإيراني: دعنا نؤكد في البداية أن حوارًا اضطراريًّا سيجمع كلًا من إيران
والأطراف الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن بدا واضحًا أن الاستراتيجية
الأمريكية ترفض اندلاع حرب ضد طهران كون أن دورها الوظيفي مازال يمثل أهمية بالغة
للمصالح الغربية الأمنية والسياسية والاقتصادية، وهو ما أدركته إيران جيدًا عبر العديد
من السلوكيات التي اختبرت بها الصبر الأمريكي، ومن ثم فإن الخطة الإيرانية تركز على
انتزاع أقصى ما يمكن أن تتحصل عليه من مكاسب قبل الدخول في لعبة المفاوضات لتبدو في
نهاية الأمر وكأنها منتصرة، وهو الأمر الذي له أهمية بالغة بالنسبة لوكلاء طهران وأذرعها
في المنطقة؛ خاصة على مستوى النفوذ.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ «المرجع» أنه قد
وضح جيدًا أمام المتابعين أن كل طرف وقبيل بدء جولات من الحوار والمفاوضات يعمل على
اللعب بكل ما لديه من أوراق كأدوات ضغط تقوي من موقفه، ففي مقابل العقوبات الأمريكية
المتصاعدة يومًا بعد يوم تفعل إيران هي الأخرى كل أدوات الأذى التي يمكن أن تحركها في
المنطقة، والتي كان آخرها الهجمات التي طالت منشآت النفط السعودية لتعطل ولو بشكل مؤقت
نصف الإنتاج السعودي من النفط، الأمر الذي سيربك المنطقة والعالم بأكمله، خاصة أن المملكة
كانت الدولة الأولى التي يعول عليها المجتمع الدولي في تعويض النفط الإيراني الذي تم
منع تصدير كميات كبيرة منه بفعل العقوبات الأمريكية، وهي الخطوة التي ستصيب العالم كله
بحالة من الرعب والفزع، وستؤكد في الوقت ذاته أن إيران قادرة بالفعل على تنفيذ ما تتوعد
به.
وتابع أن إيران تراهن على أن الغرب والولايات
المتحدة الأمريكية سيخضعان في نهاية الأمر للابتزاز، وقد تأكد ذلك عبر جس نبض الرغبة
الأوروبية في استمرار البقاء على الاتفاق النووي والعمل بدأب على إرضاء الطرف الإيراني
وهو ما جسده موقف طهران الأخير من العرض الفرنسي والأوروبي بشأن منح إيران 15 مليار
دولار كخط ائتماني على دفعتين، فعلى الرغم من إبداء إيران بادئ الأمر للقبول بهذا العرض لكنها تراجعت بعد الإعلان عنه، وهو ما يحمل دلالتين مهمتين الأولى هي أن إيران تريد
المزيد من المكاسب، وأن العرض الأوروبي لا يشبعها، والثاني أنها تسعى إلى أن تبدو أمام
الطرف الأوروبي وكأنها قوية ومن ثم فإنها لن تقبل بأن يعمل الطرف المقابل أيًا كان
"أوروبا أو أمريكا" على أن يخضع هذا العرض وتداعياته لحساباته الخاصة.





