ad a b
ad ad ad

في ذكرى 11 سبتمبر.. مرصد الإفتاء: «القاعدة» قد يعود على أنقاض «داعش»

الأربعاء 11/سبتمبر/2019 - 12:49 م
المرجع
علي رجب
طباعة
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية: إن تنظيم القاعدة نجح في التعامل مع متغيرات المرحلة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001، بالشكل الذي جعله يتمكن من البقاء حتى الآن من دون أن يتم القضاء عليه.

وأشار المرصد في تقرير حديث له حول مراحل التغيرات التي مر بها التنظيم منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001، إلى أن «القاعدة» بعد هجمات 11 سبتمبر، ظل يطرح نفسه على أساس أنه هو طليعة التنظيمات المتطرفة، ولا يسعى إلى إقامة دولة «الخلافة» على المدى القصير، ولذلك تبنى عدة أساليب؛ هدف من خلالها إلى البقاء متماسكًا قدر الإمكان، عبر توفير القدرات وتوجيها نحو استقطاب مقاتلين.

في ذكرى 11 سبتمبر..
وأوضح أن تنظيم «القاعدة» عمل على تقسيم الأساليب إلى عدة مراحل تتوافق مع متطلبات كل مرحلة، فبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وجد التنظيم صعوبة في انضمام مقاتلين له؛ ما جعله يعتمد على شبكة العلاقات في المناطق التي ينتشر فيها، إضافةً إلى الاعتماد على مؤيديه في الخارج لتنفيذ عمليات إرهابية كحادثتي مدريد ولندن أعوام 2004 و2005م. 

كما عمل «القاعدة» على وضع خطة تقوم على أساس أن كل مجموعة تابعة لها تكون مسؤولة عن منطقة بعينها، أي أنه اتبع نمط «اللامركزية»، وهو ما يشير إلى أن التنظيم عمل على ترك هذه المجموعات تعمل بشكل فردي، مع الحفاظ على فكرة  «توحيد المجتمع المسلم» عبر «تدمير» المجتمعات الحالية وإقامة مجتمعات أخرى بديلة، وهو ما تعتبره بمثابة المجتمع «الحقيقي»، وفقًا لأفكارها.

وذكر التقرير، أن «القاعدة» عمل على تغيير خطابه بعد عام 2011؛ حيث حاول طرح واستخدام مصطلحات جديدة لم تكن تستخدم في خطابته كـ«الأمة»، وتخلى عن خطاب الاستعلاء الذي كان يتحدث به عبر إصداراته سواء المرئية أو المكتوبة، على أن يكون الخطاب بعيدًا عن فرض الرؤية «الفكرية» بشكل صريح؛ لأن «الظواهري» زعيم التنظيم، رأى أن المسلمين عليهم أن يتعلموا «الصواب أولًا»، وفقًا لمعتقدات التنظيم المتطرفة.

وأوضح تقرير المرصد، أن موجات التغير في أفكار التنظيم دفعته إلى توجيه سهامه وتركيزه على حكومات وشعوب الدول المسلمة عبر تكثيف عملياته الإرهابية ضد قوات الأمن وغيرها، واتضح ذلك بشكل كلي عندما أعلن «الظواهري» أنه لا بد من العمل أولًا على تعبئة الجماهير.
في ذكرى 11 سبتمبر..
وأضاف التقرير، أنه مع صعود تنظيم «داعش» أواخر عام 2013، أدى هذا إلى حدوث تنافس جزئي بين التنظيمين، إذ ركز «القاعدة» عملياته على «العدو القريب»، بينما عمل «داعش» على تركيز عملياته على «العدو البعيد»، وهذا لأن «القاعدة» عمل على الابتعاد عن الساحة؛ لإعادة ترتيب نفسه واستراتيجياته، فقد اعتمد «القاعدة» على عدم تكثيف العمليات الخارجية وعمل على تفادي الملاحقات الأمنية، وترك الساحة أمام تنظيم «داعش» وعناصره؛ ليكونوا عرضة للاستهداف الأمني إذا اتبعت «القاعدة» استراتيجية تقوم على أساس الانتشار «الفكري»، وليس على أساس السيطرة الجغرافية.

واختتم المرصد التقرير بالإشارة إلى أنه على الرغم من أن «القاعدة» تراجع في الآونة الأخيرة؛ حيث تصدر المشهد الإرهابي تنظيم «داعش»، وبخاصة بعد الضربات التي هزت «القاعدة» كمقتل حمزة بن لادن والصراع الذي كان بينه وبين  «الظواهري» حول قيادة التنظيم، إلا أن التنظيم قد يعود على أنقاض تنظيم «داعش» محاولًا استغلال كل الثغرات.

كما أن تنظيم «القاعدة» قد يحاول العمل على الاستثمار في المقاتلين الفارين من مناطق الصراع والمؤيدين لتنظيم «داعش»؛ إذ إن التنظيم قد يعمل على الدمج بين مقاتليه والمؤيدين لداعش؛ ما قد ينتج عنه حركات إرهابية جديدة بأسماء أخرى، إلا أن هذا الأمر يتوقف على حجم الاختلافات بين كل من التنظيمين ومدى القدرة على تقديم أكبر قدر من التنازلات، لكن هناك نقاطًا متشابهة قد تؤدي إلى تصاعد وتيرة التطرف والإرهاب، خاصة أن القاعدة كتنظيم أصبح أقل مركزية في العمل.
"