الشبح الروسية تزيح طائرات إف 35 من سماء العلاقات التركية الأمريكية
الأحد 01/سبتمبر/2019 - 05:56 م
أحمد سامي عبدالفتاح
لا يزال الجدل قائمًا بشأن منظومة إس 400 الروسية وتداعياتها السلبية على العلاقات الأمريكية التركية، خاصة بعد أن أقر الكونجرس مشروع قانون يسمح للولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا، لكن إدارة الرئيس ترامب حملت إدارة الرئيس أوباما مسؤولية لجوء تركيا إلى السلاح الروسي بسبب تجاهل اوباما التهديدات الأمنية التي تمر بها تركيا بسبب تلاصقها الجغرافي مع سوريا، ورفضها بيع منظومة باتريوت الأمريكية لأنقرة، ما حدا بالأخيرة لشراء الأسلحة الروسية كرد فعل على استبعاد الولايات المتحدة لتركيا من مشروع إنتاج المقاتلة إف 35، لكن هذا التوجه محفوف بالمخاطر لعدد من الأسباب، على النحو التالي:
فرض عقوبات على تركيا
إذا ما قررت تركيا التوجه إلى روسيا مرة آخر واستبدال طائرات إف 35 بسوخوي 35 أو سوخوي 57، فإن إدارة ترامب ذاتها قد تجد نفسها مضطرة لفرض عقوبات على تركيا، خاصة بعد أن حولت تركيا بوصلتها العسكرية من الغرب تجاه الشرق. الرئيس الأمريكي الذي يعتمد سياسة خارجية قائمة على زيادة الصادرات الأمريكية، خاصة مبيعات السلاح، من أجل تحسين الاقتصاد الأمريكي وتخفيف معدلات البطالة كان قد طالب الرئيس أوردغان خلال قمة مجموعها العشرين التي عقدت قبل عدة أشهر في اليابان بشراء المزيد من الأسلحة الأمريكية، بما فيها الباتريوت نفسها، ما يعني أن اللجوء التركي الي روسيا سوف يغضب الجمهوريين بصفة خاصة.
ابتعاد عن المعسكر الغربي
حاول حزب العدالة والتنمية منذ وصوله لسدة الحكم في 2002 أن ينتهج سياسة وسطية في العلاقة بين روسيا والغرب بصفة خاصة، لدرجة أن الغربيين أصبحوا متشككين حول الدور التركي في حالة اندلاع حرب بين الناتو من جهة وروسيا من جهة أخرى، ولذا فإن شراء مقاتلات روسية من الجيل الخامس يجعل من أنقرة أقرب لروسيا منها للغرب، ما يسهم في زيادة الفجوة بين أنقرة وحلف الناتو.
من الجدير بالذكر هنا أن تقارير صحفية أمريكية، نقلها موقع زمان التركي، أشارت أن أردوغان كان قد هدد من قبل بالانسحاب من الناتو وإغلاق قاعدة أنجرليك أمام القوات الأمريكية إذا قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا على خلفية صواريخ إس 400، وهو الأمر الذي يؤكد أن العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة قد وصلت لمرحلة متقدمة في التأزم البيني.
هشاشة الاقتصاد التركي
من المعلوم أن الاقتصاد التركي قد مرّ بأزمة كبيرة في أعقاب فرض عقوبات أمريكية على أنقرة بسبب أزمة القس برانسون، وهو الأمر الذي أدى إلى تهاوي الليرة بشكل غير مسبوق، فصلًا عن دفع الاستثمارات الأجنبية للهروب من تركيا. ولذلك، يعتقد القائمون على صياغة السياسة الخارجية أن أنقرة عليها أن تلتزم الحياد في العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة، لأن المزيد من التقرب لروسيا لن يسهم فقط في توتر العلاقات الأوروبية التركية، لكن أيضًا سوف يمنح روسيا فرصة لممارسة النفوذ على تركيا وتقييد دورها في البلقان والبحر الأسود وسوريا.
معضلة حقيقية
وفي تصريح لـ«المرجع»، أكد الباحث في الشأن التركي، محمد حامد، أن حزب العدالة والتنمية يسهم في تورط أنقرة في الصراع الدائر بين روسيا والولايات المتحدة. وأضاف حامد أن أنقرة لديها رغبة في تطوير صناعاتها الدفاعية العسكرية، الأمر الذي يلقي استحسانًا لدي دوائر صنع القرار في روسيا، على عكس الغرب، ما يؤشر لاحتمالية المزيد من التقارب في الفترة المقبلة.
واختتم حامد تصريحاته بالتأكيد أن مشروع الطائرة محلية الصنع التركية لا يزال قيد التطوير، كما أنه يعاني مشاكل مادية وتقنية، ما يعني أن أنقرة تواجه معضلة حقيقية بعد استبعادها من مشروع المقاتله إف 35.





