ad a b
ad ad ad

«موصل 980».. مأساة الإيزيديات في عمل سينمائي

الإثنين 26/أغسطس/2019 - 11:50 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة
خطف وبيع في أسواق النخاسة وعلى الإنترنت، اغتصاب وضرب مبرح طيلة الوقت، ذبح وتعذيب، تمني الموت للتخلص من هذا الجحيم، انتحار بسبب اليأس، هكذا كانت تعيش النساء الإيزيديات تحت قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي كان يمارس كل أساليبه القمعية والوحشية ضدهن وتحديدًا في معقل التنظيم السابق بمدينة الموصل العراقية.

«موصل 980».. مأساة
وتم تصوير الفيلم السينمائي القصير «موصل 980» للمخرج العراقي علي محمد سعيد بهدف اطلاع العالم على مأساة الإبادة الجماعية التي لحقت بالطائفة الإيزيدية في العراق منذ اجتاح التنظيم الإرهابي «الموصل» عام 2014، حيث ارتكب بحقهم أبشع الجرائم من خطف وقتل للأطفال والنساء والشباب وكبار السن، كما أعطى الفيلم انطباعًا كاملًا عن الحرب في العراق وتأثيرها على جميع مقومات الشعب وخاصة الإيزيدين منه.

وبعث الفيلم القصير برسالة تتضمن إيصال صوت النساء الإيزيديات ومحاولة دفع العالم للتحرك من أجل إنهاء معاناتهن، خاصة أن هناك الآلاف منهن لا يزلن مجهولات المصير رغم تحرير «الموصل» من قبضة «داعش» عام 2017.

«موصل 980».. مأساة
المعاناة

تدور أحداث الفيلم حول فتاة إيزيدية تدعي "درة"، تبلغ من العمر 17 عامًا اختطفها إرهابيو داعش، وحاولت الهروب من "الموصل" متخفية بالتنكر في زي "داعش" كمقاتلة في التنظيم ولم تجد وسيلة للهروب سوي "سيارة مفخخة" لتجد نفسها وسط مدينة الموصل.

تم تصوير الفيلم داخل مدينة "الموصل" نفسها، وهذا يعد مخاطرة كبيرة من صناع الفيلم، الأمر الذي جعلهم يواجهون بعض المصاعب، اذ تعرض المشاركون في الفيلم لانفجار عبوتين ناسفتين كادتا أن تقتلهم، فضلاً عن عشرات الجثث التي كانت منتشرة في مناطق الموصل.

واختير هذا الفيلم للمشاركة في مسابقة أجيال لمهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2019 في أول عرض دولي للفيلم، وشارك في مهرجانات عدة دولية ومحلية، كما رشح للحصول على جوائز الأوسكار 2020.


«موصل 980».. مأساة
مأساة الإيزيديات 

عانى الإيزيدون رجالًا ونساءً من أساليب "داعش" الوحشية، ففي فبراير الماضى، عثرت وحدة القوات الجوية البريطانية الخاصة أثناء هجومها على آخر معقل لتنظيم "داعش" فى الباغوز بريف دير الزور شرق سوريا، على 50 رأسًا لفتيات إيزيديات ملقاة في صناديق قمامة. 

وتعيش الإيزيديات الناجيات من قبضة التنظيم الإرهابي ظروفًا نفسية صعبة، إذ أن جميعهن مصابات بحالات اكتئاب حاد وأمراض حرجة ومعدية، إضافة إلى وجودهن في مخيمات تفتقر إلى مقومات العيش، نتيجة فقدان معيلهن.

وكانت عناصر "داعش" يستخدمون التيار الكهربائي لمعاقبة المختطفات اللواتي يعصين الأوامر، كما أوضح زياد رستم، عضو مجلس البيت الأيزيدي، أن "داعش" تعمد تخويف المختطفات الأيزيديات بإرغامهن على "مشاهدة مقاطع فيديو بنحر وذبح عناصره لمختطفاتٍ أيزيديات، مدعيًا أن من يقوم بنحر الأيزيديات هم ذويهن الرافضون عودتهن، وهذا أمر غير صحيح".

وارتكب التنظيم الإرهابي جرائم جنسية بشعة ضد جميلات الطائفة العراقية الإيزيدية اللاتي يقعن بالأسر، فوفقًا لـ «زينب بانجورا» الممثل الخاص للأمم المتحدة، كان التنظيم يختار فتيات عذارى جميلات، ويرسلهن إلى سوق الرقيق بمدينة «الرقة» السورية لتباع كل منهن لمن يدفع ثمنًا باهظًا.

وسيطر "داعش" في مارس عام 2014 على قضاء سريناجار "أكبر منطقة للإيزيديين" في محافظة نينوى العراقية، واختطف التنظيم نحو 6500 مدني إيزيدي، وبحسب إحصائية أممية صدرت عام 2015، فإن عدد أتباع الطائفة الأيزيدية في العراق يبلغ نحو 550 ألف نسمة نزح منهم اثر هجوم "داعش" على مناطقهم نحو 360 ألف شخص، فيما بلغ عدد القتلى في الأيام الأولى للهجوم 1293 شخصًا، كما بلغ عدد من هاجروا إلى خارج العراق حوالي 100 ألف.

وبالرغم من الجهود الدولية لتحرير الإيزيديات، ورغم هزيمة التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق، فإن «حسين قائدي» مدير مكتب شؤون المختطفين الأيزيديين أكد في يناير الماضي أن عناصر التنظيم ما زالوا يتاجرون بالنساء الإيزيديات المختطفات لديهم، الأمر الذي يتطلب تكثيف جهود المنظمات الدولية والمحلية المختصة وأيضًا الدول لتحرير هؤلاء النسوة.

ولذلك؛ ترك المخرج العراقي "علي محمد سعيد" نهاية فيلم «موصل 980» مفتوحة، وعندما سأل حين انتهاء عرض الفيلم في برلين، عن الفتاة الإيزيدية هل نجت أم لا؟، قال إنه لا يعلم، ربما عثرت الفتاة الإيزيدية على سيارة مفخخة تحتمي بها من مقاتلي «داعش» الذين يسعون إلى القبض عليها، لكن آلافًا مثلها لم يجدن شيئًا للاختباء فيه من بطش الذين اغتصبوهن مرات ومرات، ربما تنجو الفتاة، لكن مئات الإيزيديات قتلن ودفن في مقابر جماعية بعد اغتصابهن، فهذه النهاية المفتوحة هي جرح مفتوح لشعب ذبح بطريقة وحشية وهمجية ولا مثيل لها، حسب قوله.

الكلمات المفتاحية

"