بمراكز لتعلم الفارسية.. المد الشيعي يخترق «حلب» السورية

لاستكمال مسلسل التشيع الإيراني في سوريا، افتتحت إيران الخميس 22 أغسطس 2019، مركزًا لتعليم اللغة الفارسية في منطقة «السفيرة» بريف حلب الشرقي، وهذا المركز متخصص لتعليم الأطفال، بحسب موقع «أخبار سوريا».

مدينة السفيرة
ومدينة «السفيرة»، واقعة في الجنوب شرقي حلب، وتعتبر النقطة الأكبر لتمركز القوات الإيرانية في حلب وريفها، ويوجد بها مركز لتصنيع الأسحلة، إضافةً إلى ذلك تتحكم السفيرة في طريق «خناصر- حلب»، الذي يربط بين حلب ومحافظة حماة.
وتلك المنطقة، تُسيطر عليها ما تُعرف بميليشيات «لواء الباقر»، المدعومة من الحرس الثوري الإيراني.
و«لواء الباقر»، تنشط في أحياء حلب الشرقية، وأريافها الجنوبية والشرقية، وفي دير الزور، ويبلع عدد عناصرها نحو 2000 عنصر، بعضهم من أفراد اللواء من لبنان والعراق، لكن غالبيتهم من المتشيعين من أبناء قبيلة البكارة، بقيادة الشيخ «نواف البشير».
وتعتبر تلك الميليشيا من أقوى الميليشيات التي تقف في وجه القوات الروسية بريف حلب، وتحدث بينهما العديد من المناوشات العسكرية.
وافتتحت تلك الميليشيا مكاتب عدة؛ لتجنيد الشباب في السفارة، مقابل توزيع مبالغ مالية كبيرة على سكان المدينة، إذ تمكن المسؤول الديني في الميليشيا بتشييع العشرات من أبناء المدينة مقابل مبلغ 100 ألف ليرة سورية لكل فرد.

التشيع في حلب
ووفقًا لدراسة بحثية تحمل عنوان «خريطة التشيع في سوريا»، توضح أشكال ومظاهر المد الشيعي الإيراني في حلب على النحو التالي..
يعد «مسجد النقطة» الموجود قرب جبل جوشن، هو المركز الرئيسي للتشيع في مدينة حلب وريفها، وهناك قريتان من نواحي حلب شيعيتان بالكامل، وهما «الزهراء» و« نبل»، وهناك قرى أخرى ينتشر بها مشايخ إيران؛ لينشروا التشيع، وتلك القرى هي «قرية خان العسل» و« كفر داعل» و« المنصورة».
وتزعم إيران، أن مسجد النقطة، يحتوي على صخرة عليها نقطة دم من دماء رأس الحسين بن علي، لذلك فرضت سيطرتها عليه عقب انسحاب الفصائل المسلحة من المدينة عام 2016، وحينها حولته إيران إلى أكبر مسجد للتشيع ونشر المذهب الشيعي في مدينة حلب.
ويزور عدد كبير من شيوخ إيران سنويًّا هذا المسجد لأخذ البركات، وفيه توزع العديد من الكتب الشيعية والمنشورات.

جمعية الإعمار والإحسان الإسلامية
وتعتبر هذه الجمعية وفقًا للدراسة، من أهم الجمعيات الموجودة في حلب، و هي متخصصة بنشر المذهب الشيعي، عن طريق المساعدات الإنسانية و المعونات التي تقدمها للمواطنين، خاصةً وأن مدينة حلب بها نسبة فقر كبيرة.
وتحصل هذه الجمعية على دعم من المرجعية الدينية للشيعة، وقامت ببناء عدد من المستشفيات والمراكز التعليمية منها «معهد الإمام حسين للدراسات الإسلامية».

جامعة حلب
أما جامعة حلب، فتحولت إلى مكان لإقامة المحاضرات والندوات عن المذهب الشيعي، وعن إيران ونهضتها، فحتى الآن ناقشت أكثر من 50 ندوة عن الدور الإيراني في مواجهة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وعن الظلم الذي تعرض له الشيعة والأمويون.
وفي ظل إنشغال الدولة بالحرب على الجماعات الإرهابية كثفت إيران من أنشظتها التعليمة داخل الجامعة، ونجحت في تشييع عدد كبير من الطلبة.

شيعة منبج
نشط الشيعة في «منبج » بجنوب حلب، ووزعوا على بعض شيوخ العشائر هناك عمائم سوداء؛ بحجة أنهم من آل البيت، ومن حقهم أن يتميزوا بهذه العمائم؛ حتى يعرف فضلهم، وبهذه الطريقة ارتفعت نسبة التشيع في قرى ريف حلب الجنوبي، الذي تسيطر عليه هذه الميليشيات الشيعية، إضافةً إلى بعض العشائر منهم عشيرتي «العساسنة» و« البقارة».

أوجه أنشطة المد الشيعي في حلب
تقدم إيران وشيوخها في حلب العديد من الاحتفالات والأنشطة الشيعية، لعل أبرزها الاحتفال بما يسمى بأسبوع «الوحدة الإسلامية»، هذا العيد خاص بإيران، ويتم الاحتفال به في مسجد النقطة، من مايو كل عام، ويتم حضور ما يقرب من 5000 شخصية دينية شيعية.
ومن ضمن الأنشطة، تغيير أسامي المساجد، وتحويلها إلى حسينيات إيرانية، مثل «مسجد العباس»، وتم تحويله إلى مركز ثقافي، وكذلك مسجد «عروة البارقي»، وتم تغيير اسمه إلى «سلمان الفارسي»، إلى جانب ذلك يتم الاحتفال سنويًّا بـ«العاشوراء»، التي يتحدث فيها الشيعية عن الظلم الذي وقع على الحسين، وفقًا لزعمهم.
أهمية سوريا بالنسبة لإيران
وبحسب دراسة أعدها المركز الدولي للدراسات الإيرانية عام 2016، تأتي سوريا من بين الدول العربية المستهدفة من قبل طهران، باعتبارها نقطة ارتكاز جوهرية في الاستراتيجية الإيرانية، وقد ساعد ما يطلق عليه «الربيع العربي» إيران في تحقيق هدفها، ودخول سوريا والسيطرة عليها.
وأوضحت الدراسة، أن سوريا تمثل الرابط الحيوي، ما بين طهران وحزب الله «الذي يعتبر أحد أهم الأذرع الإيرانية في المنطقة العربية».
وتأكيدًا لما جاء في هذه الدراسة، فهناك تصريح سابق لمهدى طيب -رجل دين، إيراني - حول أهمية سوريا بالنسبة لإيران؛ حيث قال: «إذا هاجمنا الأعداء، وكانوا يريدون أخذ سوريا أو محافظة خوزستان، فإن الأولوية هنا ه المحافظة على سوريا، فإذا حافظنا على سوريا، فإنه بإمكاننا استعادة خوزستان أيضًا، ولكن إن فقدنا سوريا، لا يمكننا أن نحافظ على طهران».
وكذلك قال القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، حسين همداني، قبيل اغتياله بحلب سوريا عام 2015: «إن إيران تُقاتل اليوم في سوريا دفاعًا عن مصلحة ثورتها».