ad a b
ad ad ad

يوم الولاية.. الحوثي يصبغ شوارع اليمن بمظاهر إيرانية

الثلاثاء 20/أغسطس/2019 - 11:33 ص
المرجع
علي رجب
طباعة

منذ أن سيطرت ميليشيا الحوثي الانقلابية على صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وتصاعد حضور المناسبات الشيعية وفقًا للمذهب الشيعي الاثنى عشري وبما يخدم أفكار الميليشيا في اليمن، عبر الحديث عن الولاية بما يصبغ حكمهم بالصبغة المذهبية.


وبات «عيد الغدير» أو يوم الولاية، أبرز المناسبات التي طغت على المشهد اليمني خلال السنوات الماضية، والتي تجند لها الميليشيا كل مؤسسات الدولة الواقع تحت سيطرتهم؛ من أجل حشد الجمهور اليمني، بما يضمن لهم السيطرة الروحية على اليمنيين.

يوم الولاية.. الحوثي
مظهر إيراني
ظهرت العاصمة اليمنية صنعاء بمظهر إيراني، واكتست شوارعها بالآلاف من اللافتات والشعارات احتفالًا بيوم الغدير، الذي كان إحياؤه بشكل علني محظورًا قبل الانقلاب الحوثي على الدولة.

وخرجت بالعاصمة صنعاء، الإثنين 19 أغسطس، ثلاث مسيرات جماهيرية إحياء لذكرى يوم ولاية عليّ بن أبي طالب.

وبحسب الروايات الشيعية، أن الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم »، حين كان عائدًا من حجة الوداع في عام 11 هجرية، وفي منطقة «غدير خم»، وقال قولته الشهيرة «من كنت من مولاه فهذا علي مولاه»، وأمر المسلمين باتباع علي بن أبي طالب من بعده على أنه خليفة المسلمين، ومن وقتها والشيعة يستدلون بتلك الخطبة على أحقية علي بالخلافة والإمامة بعد وفاة النبي محمد.

واكتظت ساحات، التحرير، وغرب حديقة الثورة، وساحة السبعين الترابية في العاصمة اليمنية صنعاء، بمئات الآلاف المحتفين بالمناسبة، حاملين أعلام الحرية وشعارات المناسبة واللافتات المنددة بالسياسية الأمريكية في المنطقة.

وقال عضو المجلس السياسي الأعلى لميليشيا الحوثي، محمد علي الحوثي، خلال كلمته في فعالية يوم الغدير:«أننا حضرنا اليوم لنقول: إن الإسلام قد وضع خليفة له فمن ترك «هذا» – في إشارة إلى قول الرسول الأعظم يوم الغدير لعلي بن أبي طالب عليه السلام «هذا عليّ مولاه».

وأضاف، أن أمريكا تتجه إلى أن تكون اليوم الوالي الفعلي للمسلمين جميعًا لمن لم يحملون ثقافة الغدير، لمن يحمل الثقافة القرآنية التي أكمل الله بها الدين.
يوم الولاية.. الحوثي
ولاية الإرهابيين
وكثفت الجماعة أخيرًا من الدورات التنظيمية والفكرية والدينية لعناصرها ومقاتليها تحت شعار «الولاية» الذي عده زعيمهم في خطاب سابق «حق إلهي» في الحكم على غرار «ولاية الفقيه» في إيران.

واعتلت اللافتات واللوحات الإعلانية والشعارات الداعية للاحتفال بيوم الولاية وموعد الغدير شوارع صنعاء بصورة عبثية وباذخة في وقت تنهب فيه الميليشيات رواتب موظفي الدولة منذ عام كامل.

وفي وقت سابق، اعتبر المركز الإعلامي للثورة اليمنية، أن تغيير المناهج التعليم في اليمن بالمناطق التي تسيطر علها الميليشيا، يعني السيطرة على ما يقارب من خمسة ملايين طالب في المرحلتين الأساسية والثانوية فقط، وفقًا لإحصاءات عام 2010م، ويقوم الانقلاب تحت مبررات واهية بتغيير المناهج في مراحل التعليم.

تغيير الهوية
وفي سبيل تحقيق مشروعها استبدلت الميليشيا المعلمين في المدارس اليمنية الخاضعة تحت سيطرتها، بمعلمين موالين لهم أو حوثيين؛ حيث أصدر مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة، الذي يديره الحوثيون قرارًا إداريًّا رقم «417» لسنة 2018 بشأن تدوير 24 شخصًا من مدراء مدارس منطقة السبعين بآخرين أغلبهم من الموالين لميليشيات الحوثي.

كماأغلقت الميليشيات العشرات من دور الكتب والنشر في العاصمة والمحافظات الأخرى؛ لتبقى ملازم حسين بدر الدين الحوثي، هي المتاحة أمام الجمهور، والمرجع الديني الوحيد.

كما صادروا آلاف الكتب، واستولوا على أجهزة طباعة ونشر، ولم يتسامحوا حتى مع الكتب الشيعية الزيدية التي لا تهاجم أهل السنة، بل صادروا كتب القاضي محمد بن إسماعيل العمراني مفتي الجمهورية اليمنية.

من وسائل تجريف الهوية اليمنية على يد الحوثي، ذلك التكرار والإلحاح اليومي في الإذاعات المحلية ووسائل الإعلام حول مفاهيم ومبادئ دخيلة تتعلق بالسلوكيات الدينية والقناعات أيضًا، وإحياء خلافات اندثرت، بالرغم أن المجتمع اليمني كان ولا يزال متنوعًا من الناحية المذهبية، علمًا بأن المذهبين الزيدي والشافعي ظلّا متعايشين منذ مدة طويلة، إلى أن جاءت جماعة الحوثي.

ومن الوسائل أيضًا، استهداف عقيدة النشء من خلال تغيير المناهج، وزرع أفكار الجماعة في ثنايا تلك المناهج، في مختلف المراحل الدراسية، وهو ما لاقى رفضًا واستنكارًا واسعًا في أوساط اليمنيين، إضافةً إلى تحويل المدارس إلى منابر للتحريض والاستقطاب، فضلًا عن تنفيذ دورات تثقيفية وطائفية دورية، ومركزة، وإجبار الموظفين في مختلف المؤسسات على الاستماع لمحاضرات زعيم الجماعة، وقراءة ملازم مؤسسها.
السياسي اليمني كامل
السياسي اليمني كامل الخوداني
صبغة دينية  للارهاب

من جانبه يرى السياسي اليمني، كامل الخوداني، ان احياء ميليشيا الحوثي ليوم  الولاية، هو يهدف الى اعطاء الصبغة الدينية لحكمهم، وتغيير هوية الشعب اليمني، غلى الهوية المذهبية الضيقة لرؤية الحوثي للمذهب الزيدي، واستخدامه كداة للبقاء في الحكم.

ولفت الخوداني لـ«المرجع» ان الحوثي يصير على النهج الايراني في الحكمن مضيفا، أن تأثير إيران على جماعة الحوثي كبير جداً، وبالأخص من الناحية الثقافية والفكرية، إضافة إلى الشعارات السياسية، فالحركة وقائدها يقومان بتقليد المدرسة الإيرانية في كل شيء، حتى أثناء الخطابة، حيث نلاحظ أن عبدالملك الحوثي يجتهد ليقلد أمين عام حزب الله حسن نصرالله.

وتابع القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، أن «التأثير الإيراني يبدو للوهلة الأولى من شعار الحوثيين، أو ما يسمى عندهم الصرخة، فهي مستنسخة حرفياً من شعارات ثورة الخميني، كما أن ألوان الصرخة عند كتابتها هي نفسها ألوان العلم الإيراني».

واشار السياسي اليمنين الي أن الحوثي ومن أجل تجريف الوجدان الاجتماعي والثقافي للشعب اليمني، اعادت الميليشيا إلى الواجهة كثيراً من المصطلحات المنقرضة، التي تفرز السكان على أساس طبقي، مرسخة تصنيفهم من الأعلى إلى الأدنى، إلى «سادة وقضاة وقبائل وعبيد وأخدام» حيث تعتلي العناصر المنتمية إلى سلالة زعميها رأس التصنيف.

وحذر الخوداني، من نجاح مخطط الحوثين في حالة بقاء سلطته طويلا في صنعاء والدعم الكبير المقدم لميليشيا بما يخدم مشروعهم في اليمن وتغيير هوية الدولة اليمنية العروبية، الى دولة مذهبية عدائية.
"