ad a b
ad ad ad

الإسلام هو الحل.. شعار إخواني دفع الشباب للإلحاد بعد فشل الجماعة

الخميس 15/أغسطس/2019 - 11:32 م
المرجع
دعاء إمام
طباعة

لم تفلح محاولات أسلمة النظام التعليمي في البلاد التي شهدت صعود جماعة الإخوان لكرسي الحكم، في تحقيق هدفها المتمثل في تنشئة جيل يتحلى بالورع أو بالأحرى ينتمى فكريًّا للإخوان؛ بل على النقيض تمامًا، أدت سياسات الجماعة التي زعمت أن «الإخوان» هي الإسلام؛ ما يعني أن سقوط الجماعة هو سقوط للدين؛ وترتب على ذلك  اهتزاز إيمان بعض الشباب بالدين وصُلب العقيدة.

بموازاة صخب الإخوان حول الحفاظ على الهوية الإسلامية ومظاهر التدين في المجتمعات، سار الشباب  في اتجاه معاكس، وأعلنوا أن أداء العبادات أصبح وسيلة لإظهار الطاعة تجاه القيادة السياسية؛ لينزلق بعضهم كليًّا نحو الإلحاد.

الإسلام هو الحل..

 الإسلام السياسي وتجارب الحكم

وتناولت المؤرخة والباحثة الجامعية الفرنسية المختصة في الجماعات الإسلامية، آن كليمانتين، في كتابها «الإسلام السياسي في السلطة: تونس، مصر المغرب» تجارب الحكم التي خاضتها الأحزاب الإسلاموية في هذه الدول الثلاث بعدما يسمى الربيع العربي، في فترة ما بين (2011-2017)، إذ رصدت مختلف التحولات المصاحبة للممارسة السلطة داخل هذه التيارات، وتأثيرات تجربة الحكم في علاقتها ببقية التيارات الإسلاموية، وبتغييرات خطابها السياسي.

وحذرت من السعي نحو أسلمة المجتمعات العربية في الدول التي تشهد صعود جماعة الإخوان أو أي جماعات إسلامية؛ نظرًا لما يترتب عليها من نتائج تتمثل في ابتعاد الشباب عن الدين واتجاههم إلى الإلحاد واللادينية، وهو ما حدث بالفعل في تجربة مصر والمغرب وتركيا.

الإسلام هو الحل..

موجة الإلحاد في مصر

رصدت دار الإفتاء المصرية وعدد من المراكز البحثية العالمية، انتشار ظاهرة الإلحاد بعد ثورات الربيع العربي، وصعود التيار الإسلاموي المتطرف إلى سُدَّة الحكم فى بعض البلدان، وانتشار الموجات الإرهابية فى بلدان أخرى كسوريا والعراق، فمصر كان لها النصيب الأكبر فى هذه الإحصائيات، وحذرت الدار من تزايد عدد الملحدين.

وأرجعت دار الإفتاء تزايد عدد الملحدين إلى الصدمة التي تلقاها ملايين الشباب، خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي (2012_2013) التي دفعت الكثيرين للجوء للإلحاد، خصوصًا بعد «السلوكيات الشاذة» التي مارسها التنظيم الإرهابى خلال هذه الفترة، لاسيما بعد موجات العنف ضد المعارضة أو استهداف الأقباط وكنائسهم والتحريض على الشخصيات العامة، بهدف استكمال مخطط السيطرة على السلطة وأخونة الدولة.

وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية: إن نسبة الإلحاد فى مصر كانت فى ارتفاع خلال وبعد العام الذي سيطرت فيه جماعة الإخوان على الحكم بالبلاد، نظرًا لاستخدامهم شعار «الإسلام هو الحل»؛ حيث ظن الشباب أن الإسلام هو الذى فشل وليس المجموعة التي حكمت وأدخلت الشباب فى مرحلة تشويش فكري تمكنًا من علاج الكثير منه.

الإسلام هو الحل..

سياسات أردوغان والإلحاد في تركيا

لم تفلح أسلمة النظام التعليمي التركي، في تحقيق هدف حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المُتمثل في تنشئة جيل يتحلى بالورع كما يفهمه أردوغان؛ بل على النقيض تمامًا، أدت تلك السياسات إلى اهتزاز إيمان بعض الأتراك بالدين وصُلب العقيدة.

كشف الصحفي التركي المعارض، أرطغرل أوزكوك، تراجع نسبة المسلمين في تركيا وأنها لم تعد 99% كما كانت، مستندًا إلى نتائج دراسة المعتقدات والأديان التي أجرتها شركة Optimar للأبحاث في الفترة بين 7-14 مايو 2019

 وأوضح في  مقاله بجريدة «حريت»: إن الدراسة أكبر استطلاع للرأي، أجريت عقب انتخابات المحليات في 31 مارس بمشاركة 3 آلاف و500 شخص في 26 مدينة، مشددًا على أنها تثير الاستغراب، لاسيما أن هذه النتائج تتزامن مع تعميم حكومة حزب العدالة والتنمية في السنوات الأخيرة مدارس الأئمة والخطباء الدينية، وجعل مادة التربية الدينية إجبارية في المدارس.

 وأوضحت الشركة أن نتائج استطلاع الرأي كانت كالتالي:

 

نسبة المسلمين في تركيا لم تعد 99% كما كانت، وإنما تراجعت إلى 89.5%، وأن 4.5% من الأتراك لا دينيين، و2.7% متشككين في وجود الخالق، و1.7% ملحدين.

 وبحسب تقارير تركية، فإن زيادة النزعة الاستبدادية لحزب «العدالة والتنمية» الإسلامي (الحاكم) منذ أفلت «أردوغان» من محاولة انقلاب عسكري في يوليو 2016، لم تنفصل عن نتائج الاستطلاع الذين بيّن زيادة أعداد الملحدين في تركيا وتراجع نسبة المسلمين.

بدوره، قال سليمان كاران، المتحدث باسم «رابطة الإلحاد»: إن «تجارة الدين» هي السبب في ارتفاع نسبة الإلحاد، لاسيما أن الرئيس وصفهم في حملته الانتخابية (فبراير 2014) بأنهم إرهابيون، مشيرًا إلى أن استغلال الدين بدأ في خمسينيات القرن الماضي، وزاد بشكل كبير بعدما وصل حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم، حول تجارة الدين هذه بشكل كامل إلى أداة سياسية.

ويُشار إلى أن مؤسسة «كوند» أجرت دراسة في فبراير الماضي، وبينت تضاعف أعداد الملحدين، وكشفت الدراسة عن نسبة تصل إلى 12% من الشباب التركي، في المدارس الدينية و30% في المدارس الثانوية بشكل عام، لديهم شكوك دينية؛ الأمر الذي لم يرفضه «أردوغان» ووصف الدراسة بأنها «غير مقبولة».

الإسلام هو الحل..

تفشي الإلحاد في المغرب

أظهرت دراسة مغربية، تمدد الإلحاد في المملكة بالتزامن مع حصول حزب العدالة والتنمية، امتداد جماعة الإخوان في المغرب، على الأكثرية في البرلمان واستمراره في رأس الحكومة على مدار دورتين متتاليتين.

وخلصت الدراسة التي أنجزها الباحث المغربي مراد لمخنتر «حول الإلحاد في المغرب»، إلى أن: « تيار اللا دينية يتمدد ويمس فئات جديدة، خصوصًا فئة الشباب التي لها سمات النقد وعدم الاقتناع بالإجابات أو الحلول التي يقدمها فقهاء الإسلام المعاصرون».

وأشارت الدراسة، التي جاءت ضمن كتاب «لا دينيون مغاربة: دراسة في الإلحاد من خلفية إسلامية» إلى أن الفرد «اللا ديني»، يعقد مقارنة بين الأفكار الجديدة وثقافته التي ورثها عبر التربية؛ وتحدث القطيعة كنتيجة للصراع بين الماضي والحاضر، لافتًا إلى أن المسألة ليست بالسهلة، بل هي نتيجة لصراع الأفكار، «فإما أن تأتي النتيجة على شكل قطيعة تامة مع الماضي الديني، أو تأتي بتسوية تضمن الاستقرار النفسي والذهني للشخص».


وانطلاقًا من المقابلات التي أجراها، قال الباحث: إنه لاحظ مسألة أساسية، وهي ما سماها «مفارقة المثال لمثاله»، ومعناها أن غالبية المبحوثين كانت لهم تربية دينية ورؤية مثالية عن الله وعن الدين، لكن عند مرحلة معينة ومع البحث وجدوا أن تلك المثالية الذهنية والقيمية لا تتطابق مع النصوص التي قرؤوها عن الدين»، حسب ما جاء في دراسته.


وقال الناشط الأمازيغي، عمر إسرى: إن عبارة «الإسلام هو دين الدولة» أصبحت مدخلًا لاضطهاد الأقليات الدينية وعدم الاعتراف بحقها في حرية المعتقد، مضيفًا: «أنا شخصيًّا لست ضد هذه العبارة في حد ذاتها، ولكن على أساس أنها تعني أن هذا الدين الرسمي هو فقط انتماء رمزي لا غير، دون الاعتماد عليه كمصدر للتشريع، ففي دول مثل المغرب من الإيجابي أن تكون هناك إمارة للمؤمنين ومجلس أعلى للعلماء، والدولة من حقها مراقبة المساجد وتعيين الأئمة وكتابة الخطب.. ولكن فقط من أجل حماية المجال الديني وعدم تركه لجهات أخرى يمكن أن تستغله لنشر أفكار قد تكون متشددة».

فيما نفى  الشيخ محمد الفيزازي، أحد رموز التيار السلفي في المغرب، علاقة «العدالة والتنمية» بالإلحاد، مشددًا على أن الإنترنت لعبت بالفعل دورًا في نشر الإلحاد كما لعبته في نشر الإرهاب الذي يجد رواجًا عبر وسائل التواصل أكثر من أي وسيلة أخرى، كالفضائيات ووسائل الإعلام التي يُعرف أصحاب مالكيها.

"