لماذا تغض مواقع التواصل الاجتماعي الطرف عن إرهاب اليمين المتطرف؟
وضعت شركات «فيس بوك» و«تويتر» و«مايكروسوفت"»، عددًا من الإجراءات لمواجهة انتشار المواد الدعائية للجماعات الإرهابية الإسلاموية وعلى رأسها تنظيما «القاعدة» و«داعش»، بينما على الجانب الآخر لم تعلن – حتى الآن – معاملة إرهاب اليمين المتطرف بنفس الإجراءات.
ويعتمد الإرهابيون حول العالم على التواصل في مجتمعاتهم
المغلقة حاليًا، عبر منتديات مجهولة الهوية على الإنترنت بهدف نشر أفكارهم والتخطيط
للهجمات والتشجيع على أعمال الإرهاب، وهو نهج اتبعه تنظيم «داعش» مؤخرًا ويستخدمه إرهابيو
اليمين المتطرف أيضًا.
وتبقى إشكالية التعامل مع تلك الشبكات المفتوحة للتواصل أمام اليمين المتطرف، موضع تساؤل، ويبدو أن شركات التكنولوجيا أيضًا غير راغبة في التعامل مع الإرهاب القومي الأبيض عبر الإنترنت بالطريقة ذاتها التي تتعامل معها مع الإرهاب الإسلاموي.
ويشير جي إم بيرجر، الباحث المختص في التطرف عبر الإنترنت إلى أن مهمة صياغة الرد على اليمين المتطرف أكثر تعقيدًا وتزدحم بالألغام، ويرجع ذلك إلى حد كبير للطبيعة السياسية للحركة وقربها من السلطة السياسية.
ويرى بيرجر، إنه على الرغم من تمدد جذور القومية البيضاء والتطرف اليميني تسبق إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعدة عقود، فإن القومية البيضاء اكتسبت شرعية جديدة سائدة خلال فترة حكم «ترامب».
وتعد المناقشات حول «استبدال» الأمريكيين للمهاجرين - على سبيل المثال - ميزة متكررة في بعض البرامج على قنوات «فوكس نيوز» الأمريكية.
ويعتمد القوميون البيض على هتاف موجه للمهاجرين على غرار «لن تحل محلنا»، وهو اتجاه يتلقى تعاطفًا من «ترامب»، الذي قال في شهر مايو الماضي، عن «غزو» المهاجرين: «كيف يمكن إيقاف المهاجرين».
ووفقًا لتقرير نشره موقع «إف بر أي»، قال إن الأمريكيين ماتوا على أيدي إرهابيين محليين أكثر من موتهم على أيدي المتطرفين الإسلامويين منذ عام 2001.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، حول دراسة أجرتها الصحيفة هذا العام، توصلت إلى أن ثلث القتلة المتطرفين البيض على الأقل منذ عام 2011 كانوا مصدر إلهام لآخرين ارتكبوا هجمات مماثلة.
وكان تقرير نشرته هيئة التحرير في صحيفة «نيويوك تايمز» الأمريكية، أشار إلى ضرورة أن يبذل الأعضاء المعتدلون في اليمين السياسي المزيد من الجهد لإدانة القوميين البيض، حتى لو كان الرئيس ترامب يبدو متعاطفًا معهم.
وقال التقرير إن تطبيق القانون الأمريكي يحتاج إلى استهداف القوميين البيض بنفس الحماس الذي استهدف الإرهابيين الإسلامويين المتطرفين. وضمان أمن الوطن يتطلب ذلك.
وكانت الدول الأوروبية وضعت منهجًا للتعامل مع المتطرفين
الإسلامويين، بأنها ستعمل على حرمانهم في المستقبل من الحصول على الأسلحة المال والمنتديات
لنشر أيديولوجيتهم، كما سيواجه ممولوها عقوبات، إلا أنها تجاهلت لفترات طويلة إرهاب
اليمين المتطرف.
وخلص التقرير إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك حل وسط فيما يتعلق بالقومية البيضاء والإرهاب الذي يلهمه – على حد سواء - إما لصالحها أو ضدها.





