لماذا تلجأ التنظيمات الإرهابية إلى استخدام المعاقين لتنفيذ عمليات انتحارية؟
السبت 10/أغسطس/2019 - 10:16 م
أحمد عادل
من بين أكثر الأفعال الإجرامية، والتي توضح انتزاع الرحمة واللين من قلوب التنظيمات المسلحة التي تحاول العبث بعقول الناس، استعمال الأطفال المعاقين واليتامى كانتحاريين لتفجير العبوات الناسفة.
وكشفت وزارة الداخلية الصومالية، أن من قام بقتل رئيس بلدية مقديشيو وستة آخرين، في حادث انفجار نُفذ شهر يوليو الماضي، كانت موظفة ضريرة في الحكومة المحلية وساعدتها إحدى زميلاتها، مضيفًة أن "المرأة الانتحارية كانت معاقة وأساءت استغلال هذه الفرصة وتصرفت بعداء ضد الرؤساء والأشخاص الذين تعمل معهم، وكانت تتعاون مع حركة شباب المجاهدين والتي تهدف إلى الإطاحة بالحكومة الفيدرالية الصومالية.
وأوضحت وزارة الداخلية، أن هذا الحادث أول استخدام معروف لحركة الشباب لشخص معاق ليكون انتحاريًا.
القاعدة وداعش:
وفي عام 2008، كشف تقرير لصحيفة النهار اللبنانية، عن نية استخدام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لعدد كبير من النساء والأطفال المعاقين لتنفيذ ضربات ضد الأجهزة الأمنية الموجودة في تلك المنطقة، وذلك بعد تضييق الخناق علي عناصر القاعدة.
وكثفت الأجهزة الأمنية حينها، عمليات التفتيش والمراقبة الجسدية للأشخاص المشبوهين وأيضًا المركبات التي تقودها النساء.
وفي عام 2015، ووفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، قالت إن تنظيم داعش الإرهابي، يستخدم الأطفال المعاقين واليتامى كانتحاريين لتفجير العبوات الناسفة في محافظة صلاح الدين العراقية، مضيفةً أن جماعات محسوبة على التنظيم الإرهابي، لديها أطفال معاقون شاركوا في دورات تدريبية لحمل العبوات الناسفة.
وفي عام 2018، وبعد الهزائم المتتالية لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، لجأ التنظيم الإرهابي إلى أشخاص بعينهم لتنفيذ عملياته الانتحارية سواء بالتفجير بالسيارات أو الحزام الناسف، وكان في مقدمتهم المصابون إصابات بالغة من المعارك التي خاضها أو المرضى الميؤوس منهم شفائهم، أو المعاقون، حيث كان آخر ما أقدم عليه التنظيم الإرهابي من استخدام أحد المصابين والمعاقين في تنفيذ عملية انتحارية، في الإصدار الذي جاء بعنوان «من الداخل7»، «أبو عبدالله الشامي» وهو رجل قعيد، قام بتنفيذ عملية انتحارية بتفجير سيارة مفخخة، فيما اطلقوا عليه «غزوة الثأر للعفيفات»، في سوريا.
الأمم المتحدة
وفي عام 2016، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف في بيان لها أن تنظيم داعش الإرهابي والجماعات المسلحة في سوريا والعراق يعمل بشكل ممنهج على تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات، ودعت للعمل بشكل طارئ للقضاء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، وضمان التزام أطراف النزاع ببنود القانون الدولي.
وقال البيان، إننا لدينا تقارير عن أطفال، خاصة ممن يعانون إعاقة ذهنية يجرى استخدامهم كمهاجمين انتحاريين وعلى الأرجح دون أن يعوا ذلك، كما أن هناك أعمال عنف بشكل ممنهج بما في ذلك خطف أطفال واستغلالهم جنسيًّا.
مرصد الإفتاء
وفي بيان له، صدر عام 2017، كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدر الإفتاء، أن تنظيم داعش الإرهابي يجبر أطفالًا ومعاقين على قيادة شاحنات مفخخة وتفجير أنفسهم وسط القوات العراقية في ظل اشتداد المعارك الدائرة حاليًا ضده، خاصة في مدينة الموصل وجميع القرى التابعة لها.
وأضاف التقرير، أن التنظيم يلجأ إلى استخدام وسائل أكثر وحشية ودموية وإرهابًا كلما اشتدت المعارك والحروب ضده من أجل العودة إلى صدارة المشهد الإرهابي، وكان أحدث هذه الوسائل إجبار الأطفال والمعاقين على قيادة سيارات مفخخة لتفجيرها وسط القوات العراقية، وهو ما يعد تطورًا نوعيًّا خطيرًا في ظل وحشية التنظيم الإرهابي.
وأوضح البيان أن تنظيم داعش في ظل تراجعه في العراق وسوريا وليبيا، يلجأ إلى أبشع الوسائل وأحقرها لتحقيق أهدافه، مؤكدًا أن لجوء التنظيم الإرهابي للمراهقين والأطفال والمعاقين يعكس نقصًا في عناصره من الشباب البالغين ولسد الفجوة التي يعانيها في عدد المسلحين، حيث يعتمد على الأطفال بشدة في تنفيذ عمليات فردية واسعة الصدى دون الحاجة إلى إمكانيات كبرى لتنفيذها.
ومن جانبه، يري هشام النجار الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، أن استخدام المرضى وذوي الاعاقة مرتبط بشكل كبير بضعف التجنيد وشح الكوادر المؤهلة للقيام بعمليات فيحدث اسناد المهام لهؤلاء وأحيانًا لأطفال ونساء لتعويض النقص.
وأكد النجار في تصريح خاص لـ «المرجع»، أن هناك نوعين من العمليات داخل هذه التنظيمات الأول عمليات نوعية احترافية كبيرة تشبه مواجهات الجيوش، وهي تتطلب كوادر مدربة جيدًا وتسند مهامها لميدانيين مدربين تدريبًا عاليًا على أسلحة متطورة، وقد حدث تراجع كبير على هذا المستوى نتيجة مقتل غالبية الحركيين والتنظيميين المؤهلين للقيام بها.
وأضاف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أنه يتم اللجوء للنوع الثاني من العمليات التي لا تحتاج لجهد تدريبي ولا لعناصر مدربة على الاشتباك والمواجهة فقط تعتمد على القيام بعمليات انتحارية وتفجيرات، وفيها تستخدم عناصر غير مدربة، ومن ضمنهم المرضى وذوو الاعاقة اعتمادًا على إغوائهم بالحور العين والجنة والخلاص من معاناتهم سريعًا إلى الوعد بالنعيم في الجنة بعد الشهادة.





