العيد الآمن.. تعهد جاد لـ«طالبان».. أم تنصل من عنف محتمل؟
يبقى عيدا الفطر والأضحى أبرز المناسك الدينية في الإسلام، ومناسبة للتراحم والتذكر للمنهج القيم، إلا أن الجماعات الإرهابية لا يعنيها تلك المناسبات فتواصل المعارك أثناءها، بل وتختارها كتوقيت استراتيجي تستهدف الزحام خلاله أو تسعى لتوظيفه سياسيًّا.
وخلال كلمة لزعيم حركة «طالبان» الأفغانية هبة الله
أخوند زاده، في 8 أغسطس 2019 طالب عناصره باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لحماية
الناس والحرص على سعادتهم وتأمينهم طوال أيام عيد الأضحى، وحماية المشروعات العامة ومراكز
الثروة الوطنية مطالبًا الأطراف كافة الأخرى وبالأخص الجانب الأمريكي وقف عملياته
العسكرية العنيفة.
وفي خضم حديثه حول هذا الإطار قال «أخوند زاده» إن الجهود السياسية تعالت فعاليتها خلال المرحلة الأخيرة من أجل
إنهاء الوجود العسكري في أفغانستان وجلاء الاحتلال.
وأثار هذا الحديث عدة نقاشات حول توظيف العيد في المفاوضات الحالية بين الطرفين؛ إذ شهد عام 2018 أول هدنة من هذا النوع، وذلك بناء على طلب من الحكومة الأفغانية وافقت عليه طالبان، ولكن في عيد الفطر الماضي الموافق 7 يونيو 2019 خالفت الحركة الاتفاق ونفذت عدة هجمات بمناطق متنفرقة في البلاد، ما أدى إلى مقتل 30 شخصًا بينهم 11 مدنيًّا، وحتى قبل فترات الهدنة نشرت طالبان عنفها في البلاد غير مكترثة بهذه الأعياد.
وتعليقًا على ما سبق وما قد يحمله المستقبل من تطورات، تقول نورهان الشيخ، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن المطالبات التي حملها زعيم طالبان ترتبط بشكل وثيق بمسار المفاوضات، كما أنها تتعلق بتفاهمات واسعة يبدو أنها حدثت مع السلطات الأمريكية إلى جانب وعود بشأن اشتراكهم في السلطة.
وتضيف «نورهان» لـ«المرجع» أن التنظيم لا يهتم بتلك المناسبات، وشهدت الأعياد السابقة ضربات موسعة في توقيتات حرجة للغاية، ولذلك يبدو أن «طالبان» تتطلع لتحسين صورتها الإعلامية خلال تلك المرحلة المهمة.
وفيما يتعلق باحتمالية التزام «طالبان» ببنود الهدنة من عدمها لفتت إلى أن الأيام المقبلة، وخصوصًا فترة عيد الأضحى المبارك، ستوضح النوايا الحقيقية للحركة وما كانت تهدف إليه من هذا البيان.
ومن وجهة نظرها؛ ترى أستاذة العلوم السياسية أنه إما أن تكون «طالبان» جادة فعليًّا في تنفيذ ذلك وصادقة بشأن الطرح، أو تريد تبرئة ساحتها من أعمال عنيفة محتملة الحدوث من جانب بعض عناصرها في العيد لعدم التأثير على مسار المفاوضات، وبالأخص مع وجود تيارات فاعلة بقوة داخل الحركة تتبنى منهجية شديدة التشدد وترفض ترك العنف.





