ad a b
ad ad ad

أزمة مسلمي الروهينجا.. قنبلة موقوتة يسعى الإرهابيون لتفجيرها

الإثنين 12/أغسطس/2019 - 11:32 ص
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

في عام 2017، شهدت ميانمار سلسلة من الهجمات نفذتها مجموعات متمردة ضد مراكز شرطية، وعقب الهجمات أطلق الجيش الميانماري حملة عسكرية ضد أقلية الروهينجا المسلمة الذين تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين.



أزمة مسلمي الروهينجا..

 تطهير عرقي

وأسفرت الحملة العسكرية التي أطلقها الجيش وقتها عن مقتل 10 آلاف من الروهينجا، وتدمير 400 قرية على الأقل، بينما هرب 800 ألف إلى بنجلاديش، واعتبرت الأمم المتحدة وقتها أن الجيش قام بحملة «تطهير عرقي».


بعد فرارهم إلى بنجلاديش، أقام آلاف الروهينجيين في مخيمات إيواء داخل البلاد، لكن بدأت الأزمة تستعصي على الحل، وذلك بحسب دراسة لـwar on therocks، وهي مؤسسة بحثية دولية معنية بشؤون الإرهاب والأمن الدولي.


وأصدرت المؤسسة دراسة جديدة حول التداعيات الأمنية المحتملة لأزمة الروهينجا، موضحةً أن السلطات في ميانمار تواصل انتهاكاتها ضد  مسلمي الروهينجا، ولم تنجح العقوبات الدولية في إيقاف تلك الانتهاكات.


وقال معهد الدراسات الاستراتيجية الأسترالي: إن صور الأقمار الصناعية تكشف مواصلة الجيش الميانماري تدمير قرى الروهينجا، وإقامة قواعد عسكرية أو معسكرات اعتقال بدلًا منها.

 

مناخ مناسب للإرهاب

فشلت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في توفير احتياجات مخيمات اللاجئين الروهينجا، ونجحت الجهود الدولية في توفير 69% من احتياجات المخيمات التي يقيم بها 900 ألف روهينجي، بينما ناشدت الحكومة البنجلاديشية المجتمع الدولي توفير 920 مليون دولار للوفاء باحتياجات المخيمات في عام 2019، إلا أنها لم تتلقى الدعم الكافي حتى الآن.


وفي ظل حالة الإهمال التي تعيشها مخيمات اللاجئين، بدأت الجمعيات والأحزاب المنتمية لتيارات الإسلام السياسي في استغلال أوضاع اللاجئين والعمل على استقطاب جزء منهم.


 وأنشأت الجماعة الإسلامية البنجلاديشية وحزب الإسلام الموصوف بأنه حزب متشدد نحو 1000 مدرسة، لتعليم أطفال الروهينجا.


 كما عملت منظمة أركان روهينجا التضامنية المسلحة على استقطاب عدد من اللاجئين، وتجنيدهم للقيام بعمليات إرهابية في داخل ميانمار.


 وتُتهم الحركة بالتورط في اغتيال 22 مسؤولًا سياسيًّا ميانماريًّا من المتورطين في الحملات العسكرية ضد الروهينجا.


أزمة مسلمي الروهينجا..

 أركان الروهينجا

حاول الأمن البنجالي القضاء على منظمة أركان الروهينجا، لكنه فشل لتغلغل عناصرها في داخل المخيمات، إضافة لوجود شبكات كاملة من اللاجئين تقدم الدعم والإيواء لعناصر الجماعة.


 وقال أحد مسؤولي مكافحة الإرهاب الماليزين: إن عددًا من اللاجئين يقدمون الدعم المالي لمسلحي منظمة أركان الروهينجا؛ لأنهم يرغبون في حماية ما تبقى من أهلهم في ميانمار، ويعتقدون أن المنظمة قد تساعد في ذلك.

 

وقالت مؤسسة war on therocks: إن الخوف الحقيقي هو من دخول جماعات إرهابية جديدة للساحة في ميانمار واستغلالها لأحوال الروهينجا في تكوين فروع جديدة لها هناك.


 وأوضحت المؤسسة أن منظمة أركان الروهينجا رفضت تلقي الدعم من تنظيم داعش وتنظيم القاعدة في 2017، محاولة أن تسوق نفسها كتيار معتدل أمام العالم.


القاعدة وداعش 

تعهد تنظيم القاعدة في بيانٍ له أصدره في سبتمبر 2017 بالانتقام من الحكومة الميانمارية؛ بسبب ما وصفه بـ«الانتهاكات» ضد مسلمي الروهينجا.

 

وألقت الاستخبارات الهندية القبض على عدد من عناصر تنظيم القاعدة في شبه القارة، وقالت إنهم كانوا يخططون للقيام بهجمات إرهابية في ميانمار.


 كما نشر تنظيم داعش في مجلة دابق التي كان يصدرها باللغة الإنجليزية حوارًا مع أحد القيادات الإرهابية به، حول القيام بعمليات إرهابية هناك.

 

وقال الإرهابي الداعشي  «أبوإبراهيم الحنيف»: إن تنظيم داعش لديه قدرة على تنفيذ هجمات إرهابية هناك، وسيسعى لذلك.

 

وتوعد زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي في الانتقام لما وصفه «مجازر» بحق الروهينجا، خلال كلمة صوتية بثتها مؤسسة الفرقان التابعة للتنظيم الإرهابي في عام 2014، لكنه لم يشر للأزمة منذ ذلك الحين في كلماته.


وفي 2017، اعتقلت الاستخبارات الوطنية الماليزية خلية داعشية مكونة من 2 ماليزيين، وروهنجي، وهندي، وقالت إنهم خططوا لتفجير سفارة ميانمار في العاصمة الماليزية كولالمبور.

 

من مخيم لجوء إلى معسكر إرهاب

وحذر وزير الدفاع الماليزي في وقت سابق من تحول مخيمات اللجوء إلى معسكرات لتخريج الإرهابيين، خاصةً في ظل الأوضاع الحالية التي تسعى التنظيمات الإرهابية لاستغلالها.

 

وقال أحد مسؤولي المخيمات في حوار مع مؤسسة war on therocks: إن البيئة تسمح بتحول اللاجئين إلى إرهابيين؛ لأنهم لا يتلقون الرعاية والدعم المناسبين، مضيفًا أن الأمر لا يتطلب أكثر من بضعة متطرفين لتجنيد مئات الآلاف من الروهينجا.

 

وحذرت المؤسسة من التداعيات الأمنية التي قد تنتج عن إهمال التعامل مع أزمة الروهينجا، موضحةً أن التنظيمات الإرهابية تقدم نفسها كمدافع عن المسلمين، وقد تستفيد من الاضطهاد الذي يتعرض له الروهينجا.

  

"