اللاجئون الفلسطينيون.. ورقة «إخوان لبنان» لخلق فتنة طائفية تستغلها سياسيًّا
الأربعاء 24/يوليو/2019 - 09:25 م
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان
دعاء إمام
بحثًا عن دور جديد يعيد الجماعة الإسلامية، «فرع الإخوان في
لبنان» إلى الظهور مجددًا في الساحة السياسية، استغلت الجماعة الحملة التي أطلقتها
وزارة العمل اللبنانية لمكافحة العمالة الأجنبية غير الشرعية، والتي مست اللاجئين الفلسطينيين،
وطالبتهم بتقنين أوضاعهم في فترة تمتد إلى 6 أشهر، متعمدة إثارة الرأي العام
وتنظيم التظاهرات والاعتصامات، أو بالأحرى خلق جو من الفوضى والاضطرابات.
إخوان لبنان
تواصل اخواني
وأعلنت الجماعة عن لقاء مشترك طرفه الأول رئيس الحكومة، والثاني قيادات من إخوان لبنان، بينهم رئيس المكتب السياسي، النائب السابق عماد الحوت، وبسام حمود ووائل نجم، وهو لقاء يسعى من خلاله إخوان لبنان لمزيد من التقارب والتشبيك بين مكونات الطائفة السنية.
وبعد التواصل الإخواني مع «الحريري»، استنكرت كتلة «المستقبل» الزج بالتيار السني في قضية اللاجئين الفلسطينيين، لا سيما أنها رفعت لرئاسة الوزراء؛ لما لهذه القضية من خصوصية وحساسية وطنية وعربية، مشددةً على أهمية التعامل الموضوعي مع قضية عمل الفلسطينيين بعيدًا عن الاستخدامات السياسية.
وبحسب قرار وزارة العمل اللبنانية، يحظر على أرباب العمل تشغيل غير اللبنانيين بدون حصولهم على تصريح عمل مرخص، إضافةً أنه يسبب إغلاق المئات من المؤسسات والقطاعات التي يشغلها الفلسطينيون في لبنان.
السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور
استنكار برلماني
ودعا السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، الحكومة اللبنانية إلى استثناء الفلسطينيين الموجودين قسرًا على الأراضي اللبنانية من هذه الإجراءات، كونهم مبعدين عن أرضهم بالقوة، في حين ردت وزارة العمل بمنح اللاجئين الفلسطينيين من شهرين إلى 6 أشهر؛ لتسوية أوضاعهم، ووقف أي إجراء بحقهم.
فيما استنكر النائب في البرلمان اللبناني، زياد أسود، حالة الفوضى التي تسببت فيها الجماعة الإسلامية، من خلال تنظيم التظاهرات والاعتصامات، قائلًا: «على ما يبدو الإخوان أقوى من لبنان».
وتابع: «طبعًا وبالتأكيد من حق العمال الفلسطينيين أن يحبوا فلسطين أكثر من لبنان، ولكن طالما أنتم في لبنان، احترموا قوانينه ولا تعكروا عليه بحجة حقوق هي رهن مصلحة اللبنانيين ولا ترتبط بمزاج. ويبقى، هل بإمكانكم الاعتراض على قوانين بلدان أخرى تقدم مصلحتها على مصلحتكم؟»
وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «تهنئة من عميق قلبنا إلى رجوع الحكومة عن قرار قانوني بسبب الانفلات الأمني.. دولة اللادولة..أبشروا»
المحلل السياسي اللبناني فادي عاكوم
تلون سياسي
وفي تصريح للمرجع، أوضح المحلل السياسي اللبناني، فادي عاكوم، أن التباعد بين «الحريري» والجماعة في الماضي، كان نابعًا من كونها فرعًا من فروع الإخوان، لكنهم لديهم بعض التلون السياسي، ويتحركون وفق ما تقتضيه الظروف؛ وتسبب ذلك في استبعاد رئيس الحكومة لهم، خلال الانتخابات البلدية الماضية؛ ما أضعف تمثيلهم النيابي وحدّ من قدراتهم السياسية بعض الشيء، لكنه لم يحد من انتشارهم على الأرض.
وأضاف، أن الإخوان لا يريدون أن يسحب البساط من تحت أرجلهم؛ لذلك سعوا لإعادة المياه لمجاريها منذ نوفمبر الماضي، بعد قطيعة استمرت لعام كامل، مشددًا على أن التقارب بين «الحريري» والجماعة جاء على خلفية شعور لدى الطائفة السنية بالضعف؛ بسبب حالة التفكك التي عاشتها بعد تباعد معظم الفرقاء السنة ودفع الجماعة الإسلامية؛ للالتفاف حول رئيس الحكومة في مواجهة مواقف «حزب الله» الرامية إلى إضعاف السُّنة سياسيًّا.





