خريطة انتشار الجماعات الجهادية المسلحة في ليبيا
الأربعاء 28/مارس/2018 - 11:45 م
رحمة محمود
تغيَّرت مناطق تمركز العديد من الجماعات التكفيرية، واندثر بعضها في مختلف ربوع ليبيا، في السنوات الأخيرة، وتحديدًا منذ إعلان العقيد الليبي المتقاعد خليفة حفتر عمَّا تُسمى بـ«عملية الكرامة» في مايو 2014، لمحاربة الجماعات المتشددة، والتي أسفرت بحسب ما صرَّح به لوسائل الإعلام الليبية عن تحرير 80% من مساحة ليبيا منتصف عام 2017.
وأصبحت التنظيمات التكفيرية تعتمد على تكتيكات جديدة بعد الضربات الأمنية التي تَعرَّضت لها في الشرق الليبي بواسطة قوات عملية «الكرامة».
وفي محاولة من تلك التنظيمات للاحتفاظ بعناصرها لتنفيذ عملياتها الإرهابية بعد انهيار كيانها التنظيمي، اعتمدت على التكتيكات الآتية:
أولاً: في الهجرة من شرق ليبيا والتمركز في الغرب الليبي؛ حيث تنعدم فيه السيطرة الأمنية لقوات حفتر، ويتنازع عليه حكومتان (حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، والتي تسيطر على مناطق طرابلس، وصبراتة، وبني وليد، وزنتان، وسرت، وحكومة الإنقاذ الوطني العام بقيادة الخليفة غويل، والتي تتمركز أيضًا في طرابلس)، وثانيًا: اعتمادها على أسلوب الخلايا النائمة أو ما يُعرف بـ«الذئاب المنفردة».
ويمكن تحديد أهم الجماعات المسلحة المتمركزة خلال الفترة الحالية داخل ليبيا، كالآتي:
يتركَّز في منطقة شرق ووسط ليبيا:
مجلس شورى مجاهدي درنة
يعد من أبرز الجماعات التكفيرية المتمركزة في مدينة درنة شمالي شرق ليبيا، والذي أعلن تأسيسه في 12 ديسمبر 2014 بعد تدشين ما تسمى عملية «الكرامة» بزعامة «حفتر»، انضم تحت لوائه العديد من التنظيمات التكفيرية، منها ما يسمى تنظيم «أنصار الشريعة»، وهو مجموعة مسلحة فِكْرها قريب من تنظيم «القاعدة»، أسسه محمد الزهاوي في مطلع عام 2012، وكانت منتشرة في درنة وصبراتة وبنغازي ومصراته وطرابلس وسرت.
كما انضمت كتيبة «البتار»، وهي عبارة من مجموعة من المقاتلين الليبيين العائدين من سوريا، بعد سفرهم لمحاربة بشار الأسد، وكتيبة «شهداء أبوسليم»، التي أسسها سالم الدربي في فبراير 2011، وتَمَّ قتله أثناء الاشتباكات مع داعش في يناير 2015، فضلاً عن انضمام بعض العناصر من "الجماعة الإسلامية المقاتلة"، التي تأسست بشكل رسمي في منطقة حدودية بين باكستان وأفغانستان عام 1990، وقامت بإعادة عمل خلاياها النائمة في ليبيا لمحاربة نظام العقيد الليبيي الراحل معمر القذافي، ومجموعة من الثوار الليبيين من مدينة البيضاء وبنغازي، انضموا للمجلس وشكلوا تحالفًا لمحاربة تنظيم داعش في درنة أكتوبر 2014، وتمَّ الانتصار عليه وإخراجه من المدينة في أكتوبر 2015.
خرج من هذا المجلس بعض الخلايا والجماعات الإرهابية، أبرزها:
جماعة «المرابطون»
ما يُعرف بجماعة المرابطين التي يقودها هشام عشماوي (الضابط المفصول من الجيش المصري)، والتي تأخذ من مدينة درنة مقرًّا لها لتدريب العناصر، وتشكيل خلايا أخرى تابعة للجماعة، والزج بها لمصر، وكان أبرز الخلايا المتفرعة من المرابطين، خلية الواحات البحرية (تبعد عن القاهرة حوالي 365 كيلومترًا) التي كان يقودها عماد عبدالحميد (ضابط مفصول من الجيش المصري)؛ حيث شكلت ما يُعرف بـ تنظيم "أنصار الإسلام"، في أغسطس 2016 (بحسب اعترافات أحد عناصر الخلية وهو عبدالرحيم المسماري في لقاء تليفزيون معه بتاريخ 16 نوفمبر 2017) واتخذت من الصحراء الغربية مناطق تمركز لعناصرها لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر، واستطاعت قوات الأمن المصرية القضاء على هذه الخلية بتاريخ أكتوبر 2017.
ورغم بعض المعلومات التي أكدتها مصادر خاصة داخل ليبيا لـ"الْمَرْجِع"، أن جماعة "المرابطين" تفكَّكَت، وتوزعت عناصرها إلى على باقي الجماعات والتنظيمات التكفيرية المنتشرة في ليبيا، فإنه لايزال بعض عناصرها متمركزين في المدينة، ويحاولون نقل أنشطتهم لمصر خلال الفترة المقبلة، على أن يقتصر دور "المرابطين" على تقديم الدعم اللوجستي والعسكري للتنظيمات التابعة لها في مصر.
وهناك أيضًا بعض الخلايا بعضها ينتمي لجماعة المرابطين والبعض الآخر لمجلس شورى مجاهدي درنة، وتنتشر في مدينة درنة ومدينة الجفرة (وسط ليبيا وعلى قرب الحدود المصرية الليبية)، وهذه الخلايا بعض ما أكدته لنا مصادر ليبيا يقودها أحد عناصر الجبهة السلفية المصرية.
الجماعة الإسلامية المقاتلة
تأسست رسميًّا على قُرب الحدود الباكستانية الأفغانية في عام 1990، بواسطة أعضاء الجماعة الذين هربوا بعد التضييق الأمني عليهم من قِبَل نظام العقيد الراحل معمر القذافي في الثمانينيات، وانضموا إلى المقاتلين في أفغانستان لحرب الاتحاد السوفييتي، واستغلوا اكتسابهم الخبرة القتالية بعد مشاركتهم في المعارك ضد السوفييت، وشكلوا رسميًّا الجماعة الإسلامية، وأعادوا عمل الخلايا النائمة للجماعة في ليبيا في تسعينيات القرن الماضي، وتبنت وقتها العديد من أعمال العنف التي اندلعت بالبلاد، ورغم إعلان الجماعة عن مراجعات لفكرها والتزامها بوقف العنف بعد المصالحة التي تمت بينها ونظام القذافي عام 2007، فإن الجماعة عادت تنشط مرة أخرى بالبلاد عقب اندلاع الثورة الليبية في فبراير 2011، وحاليًّا تتركز في شرق ليبيا، وتحديدًا في مدينة درنة المعقل الرئيسي للجماعة منذ فترة الثمانينيات والتسعينيات، ويوجد خلايا نائمة للجماعة في مدينة بنغازي.
سرايا الدفاع عن بنغازي
تشكل المجلس الجديد بعد اندثار ما يُسمى مجلس شوري ثوار بنغازي بعد الضربات الأمنية التي وُجهت له من قبل قوات عملية الكرامة بقيادة حفتر، وتم طرده من مناطق سيطرته في مدينة إجدابيا وبنغازي، ويعد هذا المجلس باقورة تحالف عدد من التنظيمات التكفيرية التي اندثرت في ليبيا بعد سيطرة حفتر على معظم المدن شرقي ليبيا في أواخر عام 2017، وهو مجلس شورى ثوار بنغازي (المكون الأساسي للمجلس الجديد)، ولواء 17 فبرير، الذي كان يضم حوالي 12 فصيلًا مسلحًا، وأسسها فوزي أبوكتف بعد الثورة الليبية عام 2011، ولواء شهداء راف الله السحاتي (جماعة إسلامية مسلحة كانت تتمركز في الجفرة، ظل محمد الغرابي يقودها حتى وفاته في سبتمبر 2014، وأسندت قياداتها بعد ذلك لصلاح الدين بن عمران)، ومجلس شوري ثوار إجدابيا، وهو عبارة عن جماعة إسلامية كانت تتمركز في مدينة إجدابيا، ويقودها محمد الزاوي.
يتركز نشاط مجلس سرايا الدفاع عن بنغازي في مدينة درنة والجفرة، وهناك خلايا نائمة تابعة له في مدينة بنغازي.
الخلايا النائمة لداعش
تم القضاء على ما يُعْرَف بـ«مجلس شباب الإسلام» التابع لتنظيم داعش الإرهابي، وهو جماعة مُشَكَّلَة من مقاتلين أجانب ومنشقين؛ مما يُعرف بـتنظيم أنصار الشريعة، تم تشكيلها بقيادة أبوسليمان التاجوري ليبي كلفه زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي لتأسيس تنظيم جديد في ليبيا، في مدينة درنة في أكتوبر 2015، بعد إعلان التنظيم سيطرته على المدينة في أغسطس 2014 وإعلانها «إمارة إسلامية»، بعدها توجه إلى مدينة سرت ليتخذها مقرًّا للتنظيم، وتمَّ القضاء عليه من قوات البينان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج عام 2016.
ورغم اندثار الكيان التنظيمي لداعش بعد مقتل وسجن عدد كبير من قيادته، تنتشر حاليًّا عناصر التنظيم في مدينة بنغازي والبيضاء، ويعملون بأسلوب الخلايا النائمة.
غرب ليبيا
يمكن تقسيم الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا إلى قسمين، الميليشيات التي تدعم حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، وأخرى تدعم حكومة الإنقاذ التابعة للمؤتمر الوطني العام بقيادة خليفة الغويل، وهي كالآتي:
الميليشيات التي تدعم حكومة الوفاق الوطني، وهي:
قوات درع ليبيا
من أكبر الميليشيات المسلحة في غرب ليبيا يقودها عبدالرؤوف كارة، تتكون من حوالي 15 مسلحًا، مهمتها حفظ الأمن وحماية النظام الحاكم في غرب ليبيا، يتركز نشاطها داخل مجمع معيتيقة في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة طرابلس قرب مطار طرابلس.
كتيبة النواصي
مشكلة من ثوار شاركوا في الإطاحة بنظام القذافي، تعداد عناصرها حوالي 500 مسلح، توجد في منطقة سوق الجمعة بالقرب من مطار معيتيقة، أغلب أسلحتها من مضادات للطيران، وأسلحة ثقيلة، وتلعب دورًا في حماية مقرات نظام الحزب الوطني في طرابلس.
ميليشيات الأمن المركزي
مجموعات مسلحة يقودها عبدالغني الككلي، والذي يلقب بـ«غنيوة»، يتركز نشاط هذه المجموعة في حي أبوسليم، ومهمتها الأساسية الحفاظ على الأمن العام.
كتيبة ثوار طرابلس
من أكبر الكتائب المسلحة في مدينة طرابلس، تعداد عناصرها حوالي 1300 مسلح، يقودها هيثم التاجوري ويشتهر بعدائه الشديد للجنرال حفتر، وتتمركز هذه الميليشيا في مناطق الفرناج وعين زارة وبئر الأسطى، وتقوم بحماية المواقع الاستراتيجية للمؤتمر الوطني في ليبيا.
لواء المحجوب
ميليشيا مسلحة تابعة لقوات البنيان المرصوص (شكلها المؤتمر الوطني العام من القوات التابعة لمجلس رئاسة الحكومة وكتائب الثوار الداعمة له لمحاربة تنظيم داعش في مدينة سرت في 2016) في مصراته، تتكون من حوالي 1000 مسلح، مكلفة هذه الميليشيات في حماية مقر رئاسة الوزراء التابع لحكومة السراج.
الميليشيات التي تدعم حكومة الإنقاذ:
كتيبة المرسي
ميليشيات مسلحة، تعداد عناصرها حوالي 800 مسلح، ومهمتها الأساسية حماية قصر الرئاسة والمواقع الاستراتيجية التابعة لحكومة الإنقاذ في طرابلس.
لواء الحلبوص
أَسَّس هذه الميليشيات محمد الحلبوص خلال أحداث الثورة الليبية للإطاحة بنظام القذافي، تَمَّ قَتْلُه في مدينة مصراته، وتولى بعده بشير عبداللطيف قيادة الكتيبة، وكان تعدادها حوالي ألف عنصر، ومهمتها الأساسية حماية قصر الرئاسة، وطريق المطار الدولي، وبعض المناطق الجنوبية في مدينة طرابلس.
جماعة بلحاج
تنظيم مسلح يعتنق فكر السلفية الجهادية، ويتم تصنيفه بأنه تابع لتنظيم القاعدة، أَسَّسَها الإرهابي الليبي عبدالحكيم بلحاج (شارك في المعارك المسلحة في أفغانستان ضد السوفييت)، في بداية التسعينيات من أجل محاربة نظام القذافي، وتحويل ليبيا إلى «إمارة إسلامية»، ولكن سرعان ما اندثرت هذه الجماعة، وتم سجن مؤسسها بلحاج في سجن أبوسالم بمدينة طرابلس عام 2001، وعند خروجه من السجن بعد مصالحة تمت مع نظام القذافي عام 2007، تراجع عن أفكاره التكفيرية ونبذ العنف، ولكن سرعان ما لعب دورًا قياديًّا بعد اندلاع الثورة الليبية في فبراير 2011، وأعاد تشكيل الجماعة الإسلامية، والتي تتركز حاليًّا في مدينة طرابلس، وتتركز مهمتها في حماية مقرات حكومة الإنقاذ في طرابلس.
ويتفرع من هذه الجماعة، ميليشيا تسمى الحرس الوطني، ويتولى قياداتها سامي الساعدي، وخالد الشريف، ومقرُّها الأساسي في سجن الهضبة بمدينة طرابلس.





